الحماية الدولية للأطفال في ضوء القانون الدولي الإنساني

Abstract

مع الانتشار الواسع للنزاعات المسلحة، تزداد معاناة المدنيين بشكل كبير ، و يعتبر الأطفال من أكثر الف ئ ات تضر را من الآثا ر التي تسببها ّ النزاعات المسلحة المعاصرة ، باعتبارهم من الفئات الضّ عيفة، فهم عرضة أ ّ كثر من غيرهم للقتل و الت ّ شويه و التعذيب و الاختطاف، في انتهاك صارخ لحقوقهم ، لذلك يوفر القانون الدّ ولي الإنساني الحماية للمدنيين عموما ّ زمن النزاعات المسلحة، و هي الحماية التي يتمتع بها ا لأطفال كمدنيين غير مشاركين في ا لأ ّ عمال العدائية، كما يوفر حماية خاصة للأطفال بالنظر الى ضعفهم و صغر سنهم و حاجتهم الى غيرهم، و هذا من خلال ا لأ ُ حكام التي تقررها اتفاقية جنيف الرّ ابعة لعام 1949 ، و بروتوكوليها الإضافيين لعام 1977 . لم يعد ا لأ ّ طفال في النز ّ اعات المسلحة الحالية مجرد ضحايا، بل يتعرضون وبشكل كبير للتجنيد وإشراكهم في ا لأعمال العدائية، رغم جهود المجتمع الدّ ولي للحدّ ّ من هذه الظاهرة ّ ، من خلال النصوص التي تحظر تجنيد ا لأطفال سواء في إطار القانون الدّ ولي الإنساني أو القانون الدّ ولي لحقوق الإنسان ، وكرد فعل للمجتمع الدّ ّ ولي إزاء الانتشار الواسع لهذه الظاهرة اللاإنسانية، فقد اعتب ر ولأول مرة في إطا ر القانون الجنائي الد ولي تجنيد ا لأ ّ طفال جريمة حرب حسب النظام الأساس ي للمحكمة الجنائية الدّ ولية . ومن أجل ضمان تنفيذ القواعد المقررة لحماية ا لأطفال زمن النزاعات المسلحة، أوجد القانون الدّ ولي الإنساني مجموعة من الآليات تهدف الى حماية المدنيين بشكل عام بما في ذلك ا لأطفال، وهذا للحد من انتهاكات أحكام هذا القانون من قبل ا لأطراف المتنازعة