العلاقات الصينية - الجزائرية في ظل مشروع طريق الحرير

Abstract

تعد العلاقات الصينية الجزائرية شكلا من أشكال التفاعلات الدولية، المجسدة لظاهرة التعاون الدولي في العلاقات الدولية، هذه العلاقات التي تعود بوادرها الأولى إلى منتصف القرن الماضي، ثم تطورت لتصل إلى مستويات غير مسبوقة في بدايات القرن الحالي؛ بالموازاة مع بروز الصين كقوة إقليمية وإقتصادية عالمية، خاصة بعد إعلان الرئيس الصيني "شي جي بينغ" في عام 2013 عن واحدة من أكبر وأهم المبادرات الإقتصادية في العصر الحديث وهي "مبادرة الحزام والطريق للقرن 21 م"، التي ألقت بضلالها على معظم مناطق ودول العالم وأصبحت م و ج ه ا رئيسيا للسياسة الخارجية الصينية. تستهدف الدراسة تسليط الضوء على التطور الذي عرفته العلاقات الصينية الجزائرية في إطار مشروع طريق الحرير الجديد، ومدى إمكانية تشكيل محور إستراتيجي إقليمي في المنطقة، بالنظر إلى العلاقات التاريخية المميزة بين الطرفين وكذا المقومات الإقتصادية والجيواستراتيجية التي تتميز بها الجزائر، والتي تؤهلها للعب هذا الدور الإقليمي البارز. خاتمة الدراسة تضمنت مجموعة من البدائل الإستراتيجية المتوفرةأمام الجزائر)الإقتصادية والتجارية بشكل خاص(، في ظل المؤشرات الضعيفة لحدوث قفزة نوعية في مستوى ونوعية العلاقات الثنائية مع الشريك الصيني، حيث لا تحظى الجزائر بأية معاملات تفضيلية مع الصين في إطار التوجه العام للمبادرة في منطقة شمال إفريقيا، وهو ما يجعلنا نستبعد إمكانية بناء محور إستراتيجي إقليمي صيني جزائري في إطار المبادرة، ما يضع الجزائر أمام حتمية تبني خيار إستراتيجية التنويع الإقتصادي وتنويع الشركاء الإقتصاديين، والتوجه نحو الإستغلال الأمثل لإمكانياتها وكذا موقعها التفاوضي الإستراتيجي الذي أفرزته التطورات الدولية الحاصلة خاصة في سوق الغاز العالمي