يصل هذا العمل إلى آخر خطواته الإجرائية، مثمنا قيمة هذا العلم الذي
بفضل منهجيته ومناهجه تمكنا من قراءة تراثنا المخطوط، والانتفاع بمكتنزاته
المعرفية والفنية، مكسبا بذلك الكتب وحواملها ذات القيمة في هذا الإثراء. إنّ المخطوط العربي اكتسح مكانته في القديم والحديث حيث نجد منازله في
جهات العالم الأربع، وهو ما يؤكد قيمته، والتي أثبتها وأكدها القيمون عليه
من عرب ومستشرقين، قدامى ومحدثين، بغرض حفظه وضمان استمراريته
بين الأجيال. وهذه الاستمرارية لن تؤتي أكلها إلا إذا تسلح من يتصدى لهذه المخطوطات
بمنهجية علمية مضبوطة القاعد وواضحة الأدوات، والتي كان لعلماء التحقيق
المنظرين اليد الطولى في بيانها وٕارساء معالمها. وخلاصة القول أنّ التحقيق مسؤولية تاريخية وعلمية وأدبية، يجب على من
يتولاها أن يؤديها أداء من وكلت إليه أمانة لحفظها ثم تبليغها لمستحقيها.
