Résumé:
معترك السياسة والحكم في العالم اليوم يقوم على نظريات وفلسفات فكرية مُؤسسة على مبادئ المصالح والسيادة، وإن الواجب في تحصيل البقاء الاسلامي كوحدة سياسية اعتبار هذه المحددات الحكمية في السياسة العالمية. وتحصيل هذا المنهج يستدعي تطوير آليات الفكر السياسي الاسلامي، والخروج من بوتقة التقليد التقديس لكل موروث، والتحلي بالقدرة النقدية البناءة لإعادة مراجعة وتحديث وبعث السياسة الاسلامية الرشيدة القائمة على تحقيق مصالح الخلق وسياستهم بما اختار لهم خالقهم من منهج ثري ولين يواكب تطورات العصر. كما أن ملاحظة البعد القيمي في مناهج من سبق من علماء وقادة سياسيين يؤسس لبناء نظريات سياسية إسلامية تمكن من الحكم الرشيد، وهذا يستفاد في مقالنا مما قدمه الشيخ عبد الحميد بن باديس في مسيرته السياسية لمواجهة الاستدمار الفرنسي وإعادة بناء الشخصية الاسلامية للشعب الجزائري، فابن باديس رحمه الله كان يمثل نموذجا ثريا في تفعيل وجوه المقاصد الشرعية من خلال خطواته البناءة في ترتيب وإعداد الشعب الجزائري وما ينتظره من تحديات بعد ذلك.
