Résumé:
إن قوة الثورة الجزائرية وشعبيتها دفعت قادة جبهة التحرير الوطني إلى تبني استراتيجية جديدة والأخذ في الاعتبار نمو واتساع نطاق الثورة التحريرية بعد هجوم 20 أغسطس 1955 شمال قسنطينة، واحتشاد من الجماهير الشعبية حول جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني وزعزعة استقرار النظام الاستعماري الفرنسي الذي تتسع عزلته يوما بعد يوم في الجزائر.
رد الفعل الوطني للعمال الجزائريين جاء في البداية من خلال انخراطهم في النقابات الفرنسية للحصول على حقوقهم المشروعة. وكان من أهم المراكز الفرنسية التي شارك فيها عدد كبير من النقابيين الجزائريين، الاتحاد العام للشغل، لكنه لم يعير اهتماما كبيرا لمطالبهم، مما أدى إلى محاولة إنشاء مركز اتحاد وطني يكون يسمح لهم بتحقيق مطالبهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من تجسيد ذلك إلا بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الثورة التحريرية، عندما ظهر الاتحاد العام للعمال الجزائريين ليقوم بالنضال النقابي والوطني إلى جانبهم. الإخوة في جبهة التحرير الوطني.
وتمثل نشاطها على المستوى الداخلي في تنفيذ العديد من الإضرابات لتأكيد وحدتها ودعمها لجبهة التحرير الوطني، إلا أن النقابة اضطرت إلى مواصلة نشاطها سرا ومن الخارج بسبب الاضطهاد والقمع من قبل السلطات الفرنسية، لذلك وركزت عملها على دعم دول الجوار للنضال النقابي والكفاح المسلح، وذلك بالانضمام إلى الاتحاد الدولي لنقابات العمال الحرة (ICFTU) أو التعامل مع الاتحاد العالمي لنقابات العمال المؤيدة للشيوعية (WFTU) لاستعادة السيادة الوطنية
