Résumé:
يعدّ تاريخ البرتغال الإسلامي من المواضيع الخصبة والهامّة لمعرفة نوعية العلاقات التي جمعت بين مسيحيّي المنطقة الغربية من شبه الجزيرة الأيبيريةوالمسلمين. ولفهم حيثيّات سير الأحداث خاصّة وأنّ البرتغال كانت من الممالك المسيحية القوية التي لعبت دورا فعّالا في أحداث شبه الجزيرة الأيبيرية . تعدّ نهاية القرن الحادي عشر ميلاديالبداية الأولى للاحتكاك بين الطرفين إلّا أنّ طبيعة العلاقة بين البرتغال والإمارات الإسلاميّة لم تظهر بوضوح إلاّ في القرن الثاني عشر ميلادي حيث غلب عليها طابع الحروب والصّراعات خاصّة وأنّ الظروف كانت جدّ مهيّأة لبدئ عملية الاسترداد، فالضعف والتّفرق والصّراع على السّلطة الذي طال ملوك الطوائف ثم بعدهم المرابطين والموحدين كان أكبر مشجّع للبرتغال في تحقيق أهدافها التّوسعية ، فتجرّأت على الدّخول بقوّة في أراضي المسلمين المتاخمة لحدودها جنوبا ، ورغم تعثر تلك التوسعات أحيانا أمام هجمات المسلمين إلّا أنّ البرتغال تمكنت في الأخير من القضاء نهائيا على الحكم الإسلامي في الجهة الغربية وأصبحت حدودها تشمل كل تلك المنطقة خلال منتصف القرن الثالث عشر ميلادي . و بالرغم من أن ّ الطّابع العسكري هو الغالب في علاقة البرتغال بالمسلمين إلّا أنّ الوجود الإسلامي الذي استمر بالبرتغال طيلة خمس قرون واستمر بعد سقوط الحكم الإسلامي إلى غاية القرن الخامس عشر بيّن أنّه جمعت بين الطّرفين علاقات اقتصادية واجتماعية لازالت معالمها دالّة عليها إلى يومنا هذا في اللغة والعادات والتقاليد والعمران وغيرها
