تمثلات قيم العمل وعلاقتها بالابداع التنظيمي لدى العاملين بالعقود المحددة المدة في المؤسسة التربوية الجزائرية

Abstract

تتناول هذا الدراسة تمثلات قيم العمل وعلاقتها بالابداع التنظيمي لدى عمال العقود المحددة في المؤسسة التربوية الجزائرية دراسة ميدانية في المؤسسات التربوية التابعة لمقاطعة آريس ولاية باتنة ،وهدفت الدراسة إلى فهم وتفسير تمثلات قيم العمل وعلاقتها بالإبداع التنظيمي لدى عمال العقود المحددة المدة في المؤسسة التربوية الجزائرية،والوقوف على طبيعة العلاقة التي تربط قيم العمل لدى المتعاقدين والإبداع التنظيمي لديهم ومواقفهم حول طبيعة هذه العقود من خلال تحليل الواقع الذي يعيشه هؤلاء المتعاقدين وتمثلاتهم القيمية نحو العمل وانعكاساتها على الإبداع التنظيمي في المؤسسة التربوية . اعتمدت الدراسة الكيفية في معالجتها للظاهرة على المنهج الكيفي بالاعتماد على استراتيجية التثليث لإثبات صدق البيانات الكيفية وعلى عدة أساليب وأدوات لجمع البيانات تتمثل في :أسلوب تحليل المحتوى بنوعيه الكمي والكيفي ، الملاحظة ، الملاحظة بالمشاركة التي يكون فيها الفرد عضوا مشاركا في الجماعة التي يلاحظها ويشارك في معظم نشاطاتها بالإضافة إلى الملاحظة البسيطة ، حيث تضمنت الملاحظة 15 مفردة تتراوح بين عمال عقود الإدماج المهني،عمال الشبكة الاجماعية، المستخلفين على عطل مرضية أو منصب شاغر ،كما استعانت الباحثة أيضا "بالمقابلة نصف موجهة" موجهة للعمال المتعاقدين ودليل مقابلة ثاني للمدراء في المؤسسات التربوية باعتبارها أداة مكملة لفهم الموضوع ،بالإضافة إلى الوثائق والسجلات كمصدر لجمع البيانات. كما اعتمدت الباحثة على عينة دراسة تتكون من 90 مفردة باستخدام العينة القصدية غير الاحتمالية من خلال انتقاء المشاركين بشكل مقصود من قبل الباحثة في مجال الدراسة الذي تتواجد فيه باستمرار وتوافر بعض الخصائص في العامل كونه موظف بالعقود المحددة المدة بمختلف صيغها ،على أن يكون عاملا في المؤسسة التربوية . وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج تتمثل في : - هناك علاقة قوية بين تمثل قيمة مكان العمل والمبادرة في العمل كشف عنه مؤشر الانتماء لمكان العمل مع المباردة في العمل من خلال نماذجها الثلاث ( الولاء ،الاغتراب ،التهميش والإقصاء الذاتي) حيث تبين أنه كلما زاد انتماء العامل لمكان العمل كلما زاد من تقديم مختلف الاقتراحات وتوظيف للأساليب الجديدة والعكس صحيح ،أي كلما كان تمثله لمكان العمل إيجابيا كلماعزز ذلك من مباردته نحو تقديم مختلف الاقتراحات. - وجود تباين في اتجاهات الانضمام لجماعة العمل من شأنها أن تعزز من روح المبادرة في العمل كشفتها عدة أشكال تتمثل في وجود جماعات مهنية متراصة لعمال ذوي العقود ذات هوية معلنة والتي تتميز بعلاقات مهنية حسنة وجيدة مع الزملاء قائمة على الصداقة ،الجيرة والانسجام العقلي،جماعة معزولة مهنيا وهشة تعيش نزاعا مهنيا نتيجة وجود تصادم في المصالح والأهداف ،التعسف في استخدام السلطة ،عدم وجود الصلاحيات شكلها عمال العقود المحددة في المتوسطات والثانويات وجماعة ذات هوية مهنية ظرفية تتميز بطابع تناوبي ظرفي للعمل تعكسه مختلف مظاهر المساعدات والتعاون قد تظهر في تعويض الزميل عند الغياب وتقديم جهود إضافية خارج نطاق العمل في إطار تبادل المصالح وزيادة الإمتيازات المعنوية الأمر الذي انعكس على روح المبادرة للعمل بالشكل مبدع . - هناك علاقة بين تمثلات قيمة الإنجازوالأداء المبدع للعمل لدى عمال العقود المحددة المدة شكلها نمطين متباينين هما إظهار الإنجاز الفعال للمهام شكلتها الفئة التي تكون لديها وعي وتقبل بالمهام الموكلة لديهم نتيجة وجود حس بروح المسؤولية والاهتمام بأداء الواجب ،وبالتالي الأداء المبدع الذي يعطي له مكانة وسمعة مهنية مرموقة في مؤسسته ،في حين عكست الانسحابية في العمل وحب العمل الفردي الفئة التي تعيش نزاعات في مجال العمل مع الميل نحو الفردي نتيجة وجود التمييز في مجال العمل ،وجود نوع من الإجبار والإكراه بسبب سلطة المدير وتكليفهم بمهام العمال الدائمين الذين لايودون القيام بها مع المعاملة السيئة منه، والقيام بذلك يعد كحل لتجنب العديد من المشاكل كالخصم ،عدم وضوح الأولويات،وجود النزاعات المهنية القائمة على تصادم وتعارض المصالح ،الاتكالية ،الأمر الذي انعكس على الأداء المبدع للعمل . -هناك نوع من التضارب القيمي نحو مفهوم قيمة الوقت أي بين ماهومرغوب فيه وماهو ممارس فعليا ،وعلاقة ذلك بالأداء المبدع في العمل شكلتهابعض النماذج تتمثل في وجود عقلانية محدودة وضعف بالالتزام تخضع للازدواجية القيمية بين ماهو عقلاني وماهو مصلحة شخصية كشفته مختلف مظاهر التأخرات والغيابات عن العمل رغم كونها مبررة، إذ أن الغالبية يقر بأهمية الوقت إلاأن الظروف الأسرية والإجتماعية التي يعيشها العامل المتعاقد تحول بينه وبين التزامه وانضباطه بتوقيت العمل فهو يضع الأولويات الأسرية والإجتماعية في المرتبة الأولى على حساب عمله ، كما كشفت لنا أيضا مختلف مظاهر الرغبة في الخروج المبكر من العمل ،فقدان الرغبة في العمل والانشغال بالهاتف والخروج للساحة بين الحين والآخر عن وجود نوع من العمل الشكلي مقابل الأداء الفعلي ،مما يثبت لنا أن تمثل عامل العقود المحددة ايجابيا تجاه قيمة الوقت يعد بالأمر الصعب عنده في ظل اللجوء إلى بعض التفسيرات القدرية التي تدعو إلى العمل التقليدي والروتيني البعيد عن مختلف تقنيات العمل الحديثة في إدارة وقت العمل مما ينعكس على أدائه وبالتالي إبداعه التنظيمي