Résumé:
يناقش هذا البحث مسألة التمثيل لخصائص الخطاب في اللغة العربية ، ويحاول معالجة هذه المسألة في إطار نظرية النحو الوظيفي ، التي تعاملت مع الخطاب باعتباره وحدة تواصلية تامة بغض النظر عن حجمه أو نوعه ، لتقترح بنية نموذجية للخطاب في مختلف تجلياته وتقسيماته ، حيث يمثل فيها للخصائص التداولية والدلالية للخطاب التي تنعكس في خصائصه الصرفية -التركيبية والفونولوجية ، ومن هنا يتناول البحث بنية الخطاب من منظور وظيفي يرتكز على مبدإ الانعكاس البنيوي ، ويربط خصائص الخطاب الوظيفية بخصائصه الصورية انسجاما مع مبدإ تبعية البنية للوظيفة ، وهكذا تمحورت الدراسة حول وصف خصائص الخطاب وتفسيرها من خلال رصد بنيته في مختلف المستويات ، وكان موضوعها " بنية الخطاب في اللغة العربية : مقاربة لسانية وظيفية " .
وقد توزعت الدراسة على جانبين : نظري وتطبيقي ، وخصص الجانب النظري للتعريف بنظرية النحو الوظيفي ، وعرض التطورات التي حصلت لها وما طرأ على جهازها الواصف من تغييرات ، فاقترحت فيها عدة نماذج نحوية من أهمها النموذج المعيار فنحو الطبقات القالبي ثم نحو الخطاب الوظيفي ، ويتكون كل نموذج من قوالبَ تحاكي في اشتغالها مراحل إنتاج الخطاب وتأويله ، وتتفاعل القوالب المكونة للنموذج لتزود منتج الخطاب أو مؤوله بما يحتاج إليه من معلومات ، وتتعلق تلك المعلومات بخصائص الخطاب الوظيفية والصورية في مستويات مختلفة ، وبالتالي ينتج عن الإواليات المستخدمة في كل قالب تمثيل لمستوى من مستويات بنية الخطاب ، وهي بنية متعددة الطبقات ذات تنظيم سلّمي ، حيث يتكون كل مستوى من طبقات يعلو ويحكم بعضها بعضا ، ويمثل فيها لخصائص الخطاب التداولية والدلالية والصرفية - التركيبية والفونولوجية ، ولبنية الخطاب ثوابت تتقاسمها الخطابات السردية والوصفية والحجاجية وغيرها ، ويطرأ عليها تغييرات بالانتقال من نمط خطابي إلى آخر ، فينفرد كل نمط بقيم معينة تأخذها المخصصات والوظائف . أما الجانب التطبيقي فقد خصص لدراسة بنية الخطاب القرآني ، واتخذ من سورة يوسف مجالا للتحليل ، حيث تم رصد بنيتها التحتية بتحديد خصائصها التداولية والدلالية ، فاستكشفت مختلف الاستراتيجيات المستخدمة في بنائها ، من قوى إنجازية ووظائف تداولية وسمات وجهية ، ثم درست البنية السطحية على المستويين الصرفي-التركيبي والفونولوجي ، وذلك برصد وسائل تحقق الخصائص التداولية والدلالية صيغا وأدوات وتراكيب .