Résumé:
رغم العلاقات المتوترة والعدائية التي جمعت دولة الخلافة والامبراطورية البيزنطية كانت الدولتين تمثلان ملاذا آمنا للعديد من العناصر المهاجرة بين الطرفين عبر الحدود، حيث شهدت الفترة منذ قيام الدولة الاسلامية حتى سقوط الأسرة الأموية منتصف القرن الثامن ميلادي العديد من حركات الهجرة واللجوء بين الدولتين بشكل فردي أو جماعي تخص سكان أو رعايا أحد الطرفين، وكانت دوافع هذه الظاهرة متعددة وفي الكثير من الأحيان متشابكة وشملت بشكل عام الجوانب الشخصية والسياسية والدينية، وقد حظيت العناصر اللاجئة بين المسلمين والروم عموما باستقبال حسن حيث كان يتم معاملتها باحترام ويتم توفير كل مقومات الاستقرار لها من أجل تسهيل عملية ادماجها في الحياة العامة للمجتمع الجديد، وإذا كانت حركات الهجرة واللجوء تنتهي في معظم الحالات باستقرار نهائي لأصحابها في البلد الجديد، فإن حالات أخرى سجّلت عودة العناصر اللاجئة إلى بلدها الأصلي بعد الوصول إلى تسويات مرضية مع السلطة الحاكمة فيها.