Résumé:
يهدف هذا البحث إلى إبراز دور نماذج الابتكار المالي في تفعيل وتطوير الوقف في الاقتصاد الجزائري، وذلك من خلال التطرق إلى أهم النماذج الابتكارية الحديثة وتجاربها الدولية، كما تهدف هذه الدراسة إلى اقتراح آليات وسبل تمكن من النهوض بدور الوقف في الاقتصاد بالجزائر لتحقيق التنمية المنشودة، بناءً على الدروس المستخلصة من التجارب الدولية الرائدة والسبّاقة محل الدراسة.
وخلصت الدراسة إلى أنّ نماذج الإبتكار المالي الوقفية الحديثة ساهمت بشكل كبير في تفعيل دور الوقف في الاقتصاد سواء في جانبه التمويلي أو جانبه الاستثماري في كل من ماليزيا والكويت، وبالتالي يمكن تعميم تجربة الابتكارات الوقفية في باقي الدول الإسلامية. كما توصلت الدراسة إلى أن واقع قطاع الأوقاف بالجزائر مازال يشهد تأخراً كبيراً، مما أدى إلى تراجع دوره المنشود في الاقتصاد.
Description:
يعد الوقف من التبرعات المالية التي أخذت إقبالا ورواجاً كبيراً في مطلع هذا القرن، لكونهيشكّل نظاماً ماليا واقتصاديا واجتماعياً واسع الحدود متكامل الجوانب، وموقع القطاع الوقفي ما بين القطاع العام والقطاع الخاص في المجتمعات والدول، وهو ما ساعده على تشكيل إطار اقتصادي اجتماعي ثقافي وسيط باسط ليد العون والتكاتف ومساهم مساهمة مشهود لها في دفع عجلة التنمية المجتمعيةوالبناء الحضاري في المجتمعات والدول الإسلامية والغربية.
ومن القضايا المستجدة في مجال التمويل الإسلامي التبرعي قضية الابتكار الوقفي، وضرورته لدفع النظم الوقفية في عالمنا العربي والإسلامي نحو التطوير والريادة من جديد، لوضع المؤسسات الوقفية على ناصية رافعات الحضارة والنهضة المرجوة للأمة، وقيادة الابتكار وتهيئة ثقافته في هذا المجال هي أحد أهم الجوانب تحديا للقادة المعاصرين، إذ أنه لا ينطوي فقط على الفعل الإبداعي المتمثل في توليد أفكار جديدة ولكن أيضاً على التحويل الهادف لهذه الأفكار إلى منتجات وأدوات مالية مبتكرة تجمع بين المصداقية الشرعية والكفاءة الاقتصادية.
والجزائر كغيرها من الدول الإسلامية عرفت الأوقاف عبر مسيرتها التاريخية، إلا أن قطاع الأوقاف فيها ما زال يعاني من مشكلات عديدة إدارية وتنظيمية، بالإضافة لقلة مردوديته الاقتصادية نتيجة ارتباط معظم الأوقاف في الجزائر ببناء المساجد والسكنات الوظيفية والوقف عليها، ممّا لا شك فيه أنّ هذا يؤثر على الدور التنموي للوقف في الاقتصاد.
وحتى لا تبقى الأوقاف في الجزائر مرهونة ومكبّلة بقيود قلة الموارد وشحِّها خصوصا مع الوضع الحالي، فسنسعى –بعد دراسة البيئة الوقفية الجزائرية وارتكازاً على التجارب السبّاقة الناجحة- أن نقدِّم اقتراحات استثمارية وتمويلية في سبيل تفعيل دور الوقف في الاقتصاد الجزائري. من خلال التمهيد السابق يمكن بلورة إشكالية الدراسة في صيغة التساؤل الآتي:
فيما تتمثل أهم النماذج الابتكارية المالية الحديثة لتفعيل دور الوقف في الاقتصاد الجزائري؟
