Résumé:
ما من عمل إلّا ويبرّره قصده، وأي قصد يمكن الصّدع به من وراء المزاوجة بين مقاصد الشريعة والوقف الإسلامي؟، وما الغاية من تقصيد الوقف؟، وهل يمكن التّصدّي فعلا لمشكلات التّنمية ومحاربة الفقر من خلال إحياء الوقف بتفعيل مقاصده؟ هذه الورقة تدور محاورها حول دور المقاصد في تفعيل الوقف واستدامته وتعميمه لتحقيق التّنمية بكل أنواعها، ودفع الفاقة عن الأفراد والجماعات والدول أو تقليلها وتضييقها.وتوصي الحكومات بإحياء الأوقاف والاهتمام بها، وتهمس في أذن كلّ فقيه وعالم ومفتي أن يجعل مقاصد الشّارع إِمَامَهُ في اجتهاده ففي إعمالها الحلول الكفيلة بمواجهة معضلات العصر تأصيلا وتنظيرا وتنزيلا.
Description:
الوقف تشريع إسلامي أصيل، يستمد مشروعيته من السنة النبوية القولية والفعلية وعموم آيات الذكر الحكيم.ينتمي أصالة في الشريعة الإسلامية إلى قسم ( القربات )، بل هو من أحسن القربات، إذ هو المعني في الحديث الشريف بـ ( الصدقة الجارية )، و لا تكون جارية بعد الموت إلا بالوقوف، ولما كانت لفروع هذا الدين مقاصد وغايات، ومصالح وأبعاد تنطلق عبرها هذه الأحكام وفق شريعة الله المبنية على الكتاب والسنة وفقه السلف الصالح رحمهم الله تعالى لزم الكشف عن هذه المقاصد وتأصيلها، لتُنزّل الأحكام وفق مقاصدها التي شرعت لتحقيقها، فتناول الوقف بهذا النوع من الدراسات مما يحقق فوائد جليلة على مستوى حسن الفهم والتصور لأحكام الوقف، وعلى مستوى إتقان تنزيلها وتفعيلها، واختيار الحلول المناسبة والبدائل النوعية القيمة التي تتحقق بها مقاصده وغاياته، وقد توكأنا على ما سبق بحثه من قِبل العلامة نور الدين الخادميوالدكتورالقرةداغي حفظهما الله تعالى،فجاءت خطة هذا البحث على النحو الآتي:
مقدمة، وعرض قسّمناه إلى ثلاثة محاور: الأول منها للمفاهيم، والثاني في الكشف عن مقاصد الوقف وعلاقتها بالتنمية ومحاربة الفقر، والثالث في تنزيلها وتفعيلها ليتم المقصود على أحسن وجه، وخاتمة أوجزنا فيها نتائج هذا البحث وتوصياته.