Résumé:
من أجل سد جزء بسيط من النقص المعرفي في موضوع نظرة أقطاب مدرسة التحليل النفسي إلى الظاهرة الدينية، نقدم في هذا البحث التصور الفرويْدي للدين، معتمدين على المصادر الأساسية التي ألفها هذا الباحث، وخصوصا كتابه الأخير (النبي موسى والتوحيد)، الذي حاول فيه - بمنهج بلغ الغاية في الذاتية - نقل نظريته في العصاب النفسي إلى مجال التطبيق التاريخي على الديانة اليهودية بصفة خاصة، والمسيحية والإسلام بشكل جزئي. وقد عرض البحث بعد ذلك النظرية التي وضعها تلميذه كارل غوستاف يونغ، والتي ينقل فيها تفسيره للإيمان ولتعلق الإنسان بالدين. وهي النظرية التي حاول فيها الوقوف ضد (نفي) فرويد، وتأكيد دور الإيمان في العلاج النفسي للأفراد وقيام الحضارات الإنسانية المختلفة، مبديا في الوقت نفسه، تواضعا كبيرا أمام الظاهرة الدينية، فعبر بذلك في كتاباته – من حيث اللغة والمنهج - عن الموقف الذي يجب أن يقفه كل عالم أمام أي ظاهرة تتجاوز تخصصه.