Résumé:
تعتبر الصناعة الحربية من أكثر القطاعات الصناعية استهلاكا لرؤوس الأموال، وهو السبب الذي دفع بالقوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتخاذ الحرب كنشاط اقتصادي، بحيث تستهلك الحروب أموالاً كبيرة تمكن الدول والشركات الكبرى المصنعة للسلاح من مواصلة نشاطها وتطوير مخزون الأسلحة بما يسمح للدولة بالبقاء في مرتبة متقدمة من بين القوى العسكرية العالمية. وقد أدركت روسيا اهمية الصناعة الحربية وتجارة السلاح كمحرك للتنمية الاقتصادية متأخرة مقارنة بالولايات المتحدة الامريكية. وهي تحاول حاليا تدارك ذلك التأخر من خلال استعمال قوتها العسكرية بطريقة مباشرة في النزاعات المسلحة، وكانت البداية من التدخل العسكري في سوريا. فبالإضافة إلى الدافع السياسي والعسكري، يعتبر الدافع الاقتصادي أهم محرك للتدخلات العسكرية للدول الكبرى في مناطق النزاعات المسلحة، حيث سنتطرق في هذا المقال لدور العامل الاقتصادي كمحرك للسياسة الخارجية الروسية بعد 2015، وما سيكون له من آثار على النزاعات المسلحة التي يمكن أن تحدث في المستقبل.