Résumé:
تميزت بدايات كل انتفاضات الربيع العربي بصفة الفعل الجماهيري، الذي انفجر في مواجهة النظام السياسي، بعد أن تأزمت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولم يعد ثمة مخرج أمام هذه الجماهير سوى الخروج والتحدي والتضحية، لفك القيود التي كبلت حياة الفرد والجماعة. ولم يكن لردود فعل الأنظمة الدموية دور في إذكاء روح الفعل الجماعي، واتساع رقعة زخم هذه الانتفاضات، ولكنها كانت ثمرة الكبت واليأس، وانسداد أفق الحياة السياسية والاقتصادية، ولم يكن خلفها عمل مخطط وموجه، تديره قيادات هي التي اختارت لحظة تفجير الفعل الثوري لإحلال رؤية سياسية واجتماعية بديلة عن الواقع الذي كان سائدا، وإنما كانت بسبب الرغبة في التغيير نحو الأفضل.