Résumé:
من بين السياسات التي تأثرت بالعولمة ، نجد السياسات الضريبية حيث تراجع مردود الضرائب نتيجة انكماش اوعية الضرائب بفعل سهولة حركية الموارد الاقتصادية بعد ازالة جميع الحواجز استجابة لمنطق العولمة .كما عرفت الدول تنافس في ميدان الجباية شعاره (الاقل عرض جبائي ) للاستفادة من رؤوس الاموال التي تبحث عن أفضل مناخ للتموقع . و هكذا نشأت المنافسة الضريبية التي شوهت قواعد الاخضاع الضريبي و المساس بتوزيع العبء الضريبي بشكل عادل . و من بين المشاكل التي استفحلت خلال العشريتين الاخيرتين ، مشكلة الملاذات الضريبية ،فهي عبارة عن اقاليم محصنة بتدابير جبائية تفضيلية و بأنظمة ادارية تطبعها الضبابية و السرية و انشطة مالية في مجال المضاربة ، واستفادت من مناخ العولمة لتصبح اهم الاماكن للتدفقات المالية العالمية من مصادر متنوعة يغلب عليها اموال الاختلاس و الجريمة و التهرب الضريبي.و تكمن خطورتها في زعزعة الاستقرار المالي الدولي نتيجة حركتها الضخمة و الفجائية ، حيث تحدث هزات عنيفة في المعاملات و الاسواق المالية . مما جعل الكثيرين يحملونها مسؤولية ما حدث سنة 2008 .وتتصدر بذلك اهتمامات ونقاشات المحللين و اصحاب القرار السياسي . ولكن الدول الكبرى الحاضنة لهذه الاماكن لم تصل الى توافق في مواقفها حتى يمكنها وضع حد لنشاطاتها المضرة . مما يطرح تساؤلات حول الدور و المنافع التي تحققها للدول الحاضنة لها. نتناول في هذه المقالة موضوع الملاذات الضريبية عبر خمس نقاط اساسية : ماهية الملاذات و تطورها التاريخي - مبرر وجود ها و تمددها الجغرافي -مصادر اموالها و مكانتها الاقتصادية - دورها في عدم الاستقرار المالي ومسؤوليتها عن الازمة المالية ،وأخيرا نعرض اهم التوجهات ومواقف للهيئات الدولية و اصحاب القرار في الحد من تأثيراتها المدمرة .
