دور المنظمات الدولية و الإقليمية في صنع السياسة العامة البيئية في دول المغرب العربي منذ سنة 1998

Abstract

تواجه دول المغرب العربي العديد من التحديات البيئية الخطيرة كندرة المياه، التغير المناخي، فقدان التنوع البيولوجي، الجفاف و التصحر، التلوث، و التهديدات البيئية الناشئة عن تفاقم الكوارث الطبيعية، فضلا عن تأثيرات العولمة. و في هذا الإطار، ظهرت أطراف فاعلة جديدة من منظمات دولية و اقليمية، و على رأسها الأمم المتحدة و جامعة الدول العربية، بهدف التعاون و التنسيق و تقديم الدعم و المشورة و بناء القدرات الوطنية، و حتى التمويل لصنع سياسة بيئية فاعلة للدول العربية بصفة عامة، و الدول المغاربية بصفة خاصة، و ذلك من خلال عقد العديد من المؤتمرات و المعاهدات البيئية، و فرض العديد من التشريعات لحماية البيئة و تدوين تقارير حول وضع البيئة في دول المغرب العربي. كما تم بناء سيناريوهات و توقعات مستقبلية بغرض مساعدة صانعي السياسات في انتهاج استراتيجية بيئية موحدة قابلة للتنفيذ، لتحسين الإدارة البيئية و بلوغ التنمية المستديمة لدول المغرب العربي. و في تسعينيات القرن العشرين انعكس دور المنظمات الدولية و الإقليمية إيجابا على دول المغرب العربي، من خلال مصادقتها على العديد من الاتفاقيات الدولية الخاصة بالبيئة. و قد حققت تقدما ملموسا في عدة مجالات؛ أهمها دمج البعد البيئي في الخطط التنموية الوطنية، بما في ذلك إتباع أسلوب الاقتصاد الأخضر و اعتمادها على الطاقات المتجددة. و الغرض من ذلك التحول لمسار يتميز بقلة انبعاث الكربون و الاستخدام الأمثل للموارد، للتقليل من التحديات البيئية التي تواجهها، بالإضافة إلى رفع الوعي البيئي، و تعزيز المشاركة الفعالة في الحوكمة البيئية العالمية. و مع ذلك، فإن تقييم صنع السياسة البيئية للأداء البيئي في المنطقة المغاربية يتطلب المزيد من التحسن في أداء المنظمات الدولية و الإقليمية، و ترسيخ أساليب مبتكرة لصنع سياسة بيئية فعالة تقضي نهائيا على تلك التحديات البيئية. the Maghreb countries face many serious environmental challenges, such as water scarcity, climate change, loss of biodiversity, drought, desertification, pollution, and many other emerging environmental threats such as increasing natural disasters among other environmental effects of globalization. In this context, different new actors have emerged, ranging from international organizations, such as the United Nations, to regional organizations, such as the League of Arab States, in order to cooperate, coordinate, provide support and advice, build national capacities and even financing to make effective environmental policy for the Arab countries in general and the Maghreb countries in particular. Such aims are achieved through holding environmental conferences, setting meeting agendas and treaties to reinforce environmental protection, and reporting periodically on the situation of environment in the Maghreb countries. Besides, Future scenarios and projections have been developed to assist policy makers in developing a unified and enforceable environmental strategy, in order to improve environmental management and to make further progress towards sustainable development of the Maghreb region. However, during the 1990s, the role of international and regional organizations in the Maghreb countries was positively reflected in their ratification of several international conventions on environment and made significant progress in several fields, the most important of all: integrating the environmental dimension into national development plans and strategies, including the adoption of renewable-energies-based on green economy approaches. The aim is to achieve a considerable shift towards reducing carbon emissions and making an optimal use of resources to effectively treat the environmental challenges they face, in addition to raise environmental awareness and promote effective participation in the global environmental movement. However, the assessment of environmental policy making for environmental performance in the Maghreb zone requires further improvement of the performance of international and regional organizations and the development of innovative approaches to create an effective environmental policy that would ultimately an end to the environmental challenges.