إعتبار المقاصد الشرعية في فروع المالكية من خلال كتاب المعيار ل: الونشريسي المتوفي سنة 914ه

Abstract

ياتي هذا البحث إضافة أخرى إلى البحوث التي قدمت في هذا المجال لإثراء البحث المقاصدي و تفعيل التقصيد في النوازل، و لقد انصب البحث على اعتبار المالكية للمقاصد في فتاويهم باعتماد المقاصد إطارا شرعيا مرجعيا للحكم على الحوادث الواقعة في مجالات الحياة المختلفة، و كيفية إعمال الاجتهاد المقاصدي الذي ينتهي إلى تفعيلها و بالتالي تطبيقها في الواقع. و لإبراز هذا المسلك لدى المالكية طرحت الدراسة في مقدمة و ثلاثة أبواب و خاتمة. اشتملت المقدمة على التعريف بموضوع البحث و أهميته و إشكاليته و منهج البحث فيه و أهدافه و الدراسات السابقة و الصعوبات التي واجهت البحث فيه. :اما الباب الاول: فقد خصص لتحديد مفاهيم مصطلحات موضوع البحث و تحليلها و يتضمن ثلاثة فصول. الفصل الاول: ويتناول الحديث عن المقاصد و أهميتها و مسالك الكشف عنها. الفصل الثاني: تناول الحديث عن الفروع و الفتوى و ما تعلق بهما من مصطلحات. الفصل الثالث: يكشف عن العلاقة بين المقاصد و الفتوى و حاجة المفتي إلى المقاصد. الباب الثاني: خصص للحديث عن الأصول النظرية لاعتبار المقاصد عند المالكية و يشتمل على خمسة فصول. الفصل الاول و الثاني: باعتبار أن البحث تناول إعمال المقاصد فيما لا نص فيه فقد خصصتهما للحديث عن الأدلة التي تخدم الاجتهاد المقاصدي، و فصلت الحديث عن الأدلة العقلية و هي الاستصلاح و الاستحسان و سد الذرائع و الاستصحاب، و الأدلة العملية الاحتياطية و هي العرف و ما جرى به العمل الذي انفرد به المالكية و الأخذ بالأحوط و مراعاة الخلاف، و هي أدلة توسع المالكية في الأخذ بها لأنها تدور على تحقيق المصالح جلبا و درء المفاسد منعا و هذا هو قطب الرحى في الاجتهاد المقاصدي برمته و تناولت كل دليل من هذه الأدلة على حدة مبرزا علاقة كل منها بالمقاصد و مدى اعتبار المالكية لها و ساحة ذلك الاعتبار من حيث المجال و من حيث الزمان و المكان من خلال نماذج تطبيقية لبعض الفتاوى. الفصل الثالث: و يتناول اعتبار مقاصد المكلفين و أثرها في الفتوى. و لما كان العمل لا يصلح إلا إذا صاحبته نية صحيحة و كان قصد المكلف منه موافقا لقصد الشارع فقد أفردت هذا الفصل للحديث عن رعاية مقاصد المكلفين عند المالكية لأن المكلف إذا علم ذلك و عمل بمقتضاه كان عمله صحيحا مقبولا و كل تصرف تقاعد عن تحصيل مقصوده فهو باطل، و قد أسهبت في إبراز ذلك بامثلة مؤيدة بالقواعد و الضوابط الفقهية التي أعملها المالكية في هذا الصدد. الفصل الرابع: و يتناول الحديث عن التعليل و أهميته و اعتباره مسلكا من المسالك التي يرتبط ظهورها بظهور التشريع و الذي أمد و لا يزال يمده بالحيوية و الخلود و بعث روح الاجتهاد في نفوس العلماء و لفت أنظارهم إلى علل التشريع و مقاصده و حثهم على نبذ الجمود على ظواهر النصوص و المنقولات و استلهام ما كان عليه الصحابة و التابعون من إعمال التعليل و التقصيدٌ بعد أن وقفوا على أسرار الشريعة و غاياتها و مقاصدها فسلكوا مسلك رسول الله صلى الله عليه و سلم في تعليل الأحكام ببيان أسبابها و توضيح مبرراتها فتراهم يعللون الفتوى بما نص عليه القرآن و السنة تارة و تارة يعمدون إلى حكم فيستنبطون علته و كان إعمالهم للرأي و القياس نابعا من فهمهم لمصادر الشرع و موارده و مداخل أحكامه و مخارجه و بواعثه. الفصل الخامس: و يبرز إعمال المالكية لقواعد المقاصد في الفتوى و علاقة القواعد الكلية بالمقاصد و كيف أدرك المالكية قيمة فهم مراد الشارع و تتبع مقاصده بتشريع الأحكام فاولوا هذا العلم عناية فائقة و استثمروا القواعد في الاستنباط و التعليل. الباب الثالث: و يمثل الجانب التطبيقي من الدراسة و الذي أخذ حيزا كبيرا من هذه الأطروحة، و هذا أمر كان مقصودا منذ البداية لسبب واحد أشرت إليه في المقدمة و هو أنني أسعى إلى البحث في الاجتهاد المقاصدي من الناحية التطبيقية، فرغم كثرة البحوث و الدراسات حول المقاصد و اعتبارها إلا أنها في غالب الأحوال كانت تقصر البحث و بإسهاب في الجانب النظري و لا تغطي إلا مساحة ضيقة من الجانب التطبيقي و قد قسمته إلى فصلين: الفصل الاول: وفيه مبحثان. المبحث الاول: خصصته لسيرة صاحب المعيار من نسبه و مولده إلى نشاته و تعليمه و ظروف حياته التي ميزتها هجرته من مسقط رأسه إلى تلمسان ثم هجرته الاضطرارية إلى فاس و استقراره بها إلى أن أدركه أجله. كما تناول المبحث الحديث عن صفاته الخلقية و مكانته العلمية. المبحث الثاني: و يتناول الحديث عن معلمة المعيار للونشريسي و الذي اتخذته كنموذج لإبراز اعتبار المالكية للمقاصد في الفتاوى و النوازل كونه شمل عددا كبيرا من الفتاوى غطت كل أبواب الفقه كما غطت فترة زمنية تعدت سبعة قرون ارتبطت فيها حلقات الاجتهاد المقاصدي ببعضها ارتباطا يوحي بالتواصل بين فقهاء المالكية في الإفتاء و القضاء و هو هدف لم يكن المؤلف يقصده حين جمع هذا الكم الهائل من الفتاوى التي تعكس حياة المجتمع المغاربي في جميع تجلياتها. و في هذا المبحث أبرزت أهمية كتاب المعيار بين كتب الفتاوى و ما تميز به فهو بحق معلمة لا تخدم الباحث في مجال الفقه فقط، بل تخدم جميع مجالات البحث، يجد فيه الفقيه ضالته - و هو المقصد الأول من تاليفه - كما يجد فيه الباحث الاجتماع و رجل الاقتصاد و المشتغل بالسياسة ضالته و قد كان و لا يزال معينا لا ينضب يستمد منه العلماء على مر العصور كما تطرق المبحث لظروف تاليفه و بعض المآخذ المسجلة عليه. الفصل الثاني: و خصصته لبيان آثار الفكر المقاصدي عند فقهاء المالكية في مجال التطبيق الفقهي بعرض نماذج من الفتاوى الواردة في المعيار بينت وجه اعتبار المقصد فيها، و لئن كانت هذه النماذج قد استلت من جميع أجزاء المعيار الاثني عشر فهي ليست على سبيل الحصر بل دليل على غيرها في اعتبار المقاصد لدى الفقهاء النوازليين من المالكية خارج إطار النصوص. أما الخاتمة فقد ضمنتها مجموع النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث في الموضوع و أتبعت ذلك ببعض التوصيات التي تحمل في مجملها دعوة إلى المزيد من البحث في الموضوع خدمة للفقه و رفعا لقواعد مرجعية تجمع وحدة الأمة و تضيق فيها هوة الخلاف و نستثمر فيها تراثنا الفقه بتثمين مواطن الصواب فيه و نتفادى فيه الأخطاء و أسباب الزلل. و الله نسال أن وفقنا إلى ما يحب و يحقق آمالنا بما يرضى فهو سبحانه ولي كل توفيق و تحقيق و صلى الله على سيدنا محمد. This thesis comes as a supplement to other research activities already presented in the subject area to enrich the Makassed research and to activate altaqssid fi alnawazil. This research focuses on the Maalikis’ adoption of Makassed in their fatwas by the use of Makassed as a legitimate reference to judge the incidents occurring in different areas of life, and the way the realization of the Makassed diligence leads to the activation and thus its application in reality. In order to highlight this analysis with the research of the Maalikis, this thesis is presented in an introduction, three sections and a conclusion. The introduction includes the definitions of the subject of research and its importance, as well as the research methodology, its objectives and the previous studies together with the difficulties of the subject area. The first section : is concerned with the determination of the terms and concepts and their analysis and includes three chapters. The first chapter: deals with the objectives and importance of “Makassed” and the ways to their examination, while the second chapter is concerned with the fatwa and some related terms and concepts. Chapter three: reveals the relationship between the Makassed and the Fatwa and the need of the Mufti to the Makassed. Section tow: is devoted to the basic theoretical tools in the use of Makassed by the Maalikis and it consists of five chapters. In chapters one and tow, as the research deals with the realization of the Makassed when there is no divine text, these chapters are devoted to talk about the evidence that serve diligence Makassed which are “Istislah”, “Istihssan” “sad adhraii,” and “istishab” as well as practical evidence, which is Custom and what was used by Maalikis (Ma jara bihi alaamal) and being prudent in using an alternative opinon (alakhdh bi alahwat) and taking into account the dispute. These are evidence the Maalikis dwelled on as they spin on achieving interests brought and ward off evil strictly and this is the molar pole in diligence Makassed in whole and dealt with every evidence separately highlighting its relationship with Makassed and the degree to which Maalikis took it into account in scope and in terms of time and place through practical models for some fatwas. Chapter three: deals with the consideration of the intentions of people and their impact on Fatwa. And, since the work is not fit unless accompanied by true intention and the purpose of the person agrees with that of the legislator, this chapter is devoted to talk about the care of the Makassed by the Maalikis because if the people learned and worked with it, then their work will be right and every behavior which failed on achieving its purpose is false. I have elaborated that in highlighting examples of jurisprudence in favor of the rules and regulations that Maalikis use in this regard. Chapter four: deals with the importance of reasoning and its consideration as one way whose appearance is linked to the emergence of legislation that have provided and still provides it with vitality and immortality and sends a spirit of diligence in the hearts of scholars and draws their attention to the ills and purposes of the legislation and urged them to renounce the deadlock phenomena of texts and chattels and inspired by what the prophet’s companions and Affiliates of the realization of reasoning and altaqsid after they understood the mysteries of the Shariaa law and its purposes, so they followed the conduct of the Messenger of Allah, peace be upon him to explain the Ahkam by clarifying and justifying them, so you see them explaining the Fatwa using the text of the Koran and the Sunnah sometimes and sometimes they use a rule to show its faults. Their use of opinion and measurement stems from their understanding of the sources of Shariaa and its provisions. Chapter five: Highlights the realization of the rules of the Makassed by the Malikiis in the fatwa and the relationship between the College rules of jurisprudence (al qwaiid al kouliya) and the Makassed, and how the Maalikis realized the value of understanding the will of God (Mourad ashaarii) and how to follow its purposes by legislating provisions, and so they gave this science a careful attention and invested in the deduction and reasoning. Section three: represents the practical side of the study, which takes a great deal of this thesis, and this order was intended from the outset for one reason I mentioned in the introduction and is that I'm trying to investigate the diligence in Makassed from the practical point of view. Despite the large number of research and studies on the purposes (Makassed), it was in most cases very long in the theoretical side and covers only a small area of the practical side. This part may be divided into tow chapters: The first chapter is divided into two researches: The first research: is concerned with the biography of the owner of the Miiyar book from his birth and upbringing to his education and his life circumstances that led to his emigration from his hometown to Tlemcen then his forced emigration to Fez until his death. This chapter presents also his moral distinctions and his scholarship stature. Second research: deals with Al Miiyar of Wanscharissi, which I have taken as a model to highlight the consideration by the Maalikis of the Makassed in Fatwas and Nawazil because it includes a large number of fatwas that covered all the Fiqh chapters. It also covered a period of time that exceeded seven centuries which have been associated with diligence Makassed, an association that suggests the communion between Maalikis scholars in advisory and elimination, a goal which was not intended by the author when collecting this huge number of opinions (fatwas) that reflect the lives of the Maghreb community in all its manifestations. In this chapter, I highlighted the importance of the Miiyar book between the books of fatwas and what distinguishes it does not serve the researcher in the field of Fiqh only, but serves all the areas of research. The Faqih can find in it its goal - and is the first Makssed of authorship, The sociologist, the economist and the political scientist will all find their goals in it. It has been and is still a certain inexhaustible addition to scholars throughout the ages. This chapter also deals with the conditions of its realization and some of its drawbacks. Chapter tow: deals with the effects of Makassed thought on Maalikis scholars in the field of application idiosyncratic by displaying models of fatwas contained in the Miiyar which showed the face of consideration of Makassed, While these models have been taken from of all twelve parts of the Miiyar, they are not limited to, but evidence of other in regard to the objectives of the jurists (Alnoazliyn) from Maalikis to outside the framework of the texts. The conclusion contains the total findings of my research in this subject and is followed by some recommendations that hold in its entirety an invitation to further research in the subject service jurisprudence and lifted to the rules of reference and unity of the nation gathered and narrowing the rift and we invest in our heritage idiosyncratic valuation citizen the right thing and avoid the mistakes and the reasons for slippage. And we ask God to help us to achieve what he loves and hopes to the satisfaction of the Crown is the Almighty and all the best to achieve and God bless our Prophet Muhammad.