Résumé:
عززت العولمة من مخاطر الأوبئة ودفعت بخصائصها في الإنتشار والقدرة على التسبب في تداعيات متنوعة إلى الإشتداد، وهو ما أبانت عنه جائحة كوفيد 19 بامتياز، حيث أحدثت تداعيات عالمية بلغت قوة تأثيراتها ما تسببت فيه أحداث كبرى خلفت خسائر بشرية ومادية هائلة في صورة الحرب العالمية الثانية، وبالرغم من أن الفاعلين في مجال الصحة العالمية قد عبروا منذ مطلع الألفية الجديدة عن تنامي إدراكهم لأهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الوبائية إلا أن الجائحة الأخيرة أثبتت محدودية إلتزامهم بمساراته، وإعطائهم الأولوية لمصالحهم وأهدافهم الإستراتيجية على حساب توحيد مجهوداتهم، لذا عرف واقع السياسة العالمية خلال الأزمة تصاعدا لمظاهر الصراع الدولي بدل صور تفاعلات العمل المشترك الذي كان يفترض أن ترتفع وتيرتها خصوصا باعتماد ترتيبات متعددة الأطراف..، مع هذا أظهرت بعض النماذج التعاونية قدرتها على تحقيق انعكاسات إيجابية على أطرافها بالرغم من أنها غير كافية لأن تشكل أطرا بإمكانها منع حدوث، أو تحقيق مجمل النتائج المطلوبة في مواجهة الأوبئة مستقبلا، وفي هذا السياق تقدم العلاقات الجزائرية الصينية أحد أبرز هذه النماذج حتى في ظل وقوف الأبعاد الإستراتيجية وممارسات الدبلوماسية الصحية خلفها.