Résumé:
تعد منطقة الساحل الإفريقي أحد الفضاءات الأمنية البالغة الأهمية والتعقيد، لما تعرفه من تداخل وتشابك لتهديدات أمنية مختلفة، وتنافس بين القوى الكبرى، وانطلاقا من كون منطقة الساحل تشكل عمقا استراتيجيا ومجالا حيويا للأمن الوطني الجزائري، فإن الجزائر تتأثر بكل ما يحصل في هذا الفضاء سواء تعلق الأمر بتنامي التهديدات الأمنية المتأتية منه، أو بمختلف مشاريع القوى الكبرى، وفي ضوء ذلك سعت الدراسة إلى طرح فرضية أساسية وهي أن اشتداد التنافس بين القوى الكبرى على منطقة الساحل الإفريقي لفرض أجندتهم، يمثل تهديدا مباشرا للأمن الوطني الجزائري، ومن ثم خلصت الدراسة إلى أن التباين في المشاريع الأجنبية لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية في منطقة الساحل، باستنادها إلى مقاربات صلبة وارتباطها بصبغة تحقيق المصلحة، هو القاسم المشترك بين أدوار أغلب هذه الفواعل، وبالتالي تضييق هامش المناورة للجزائر في صون مصالحها الحيوية، ما يجعلها في كثير من الأحيان في موقف المواجهة غير المتكافئة مع هذه القوى.