Résumé:
لقد شكلت البنية القبلية لولاية موريتانيا القيصرية نظاما اجتماعيا وسياسيا وعسكريا قويا ظل بعيدا عن كل تأثيرات الرومنة رغم السياسات الظالمة التي مارستها السلطة الرومانية ضدها. والواقع الذي لم يرض هذه القبائل
أنها بدأت تعبر عن غضبها بالقيام بثورات متكررة ضدها
طوال القرن الثالث الميلادي. وهذا أنهك السلطة الرومانية كثيرا، خاصة في ظل الأزمة التي كانت تتخبط فيها آنذاك.
وبعد أن فشلت السلطة الرومانية في القضاء على الثورات عسكريا، خلال القرن الرابع الميلادي، لجأت إلى الحلول الدبلوماسية. فتوجهت إلى بعض الأمراء المحليين للعب دور الوسيط
بينها وبين القبائل مقابل إغرائهم بمناصب ومسؤوليات كبيرة.
ولكن حدثت ظروف حالت دون تحقيق الهدف، فأعلنت القطيعة معها ثم انتقلت إلى مرحلة الثورة، خاصة في ظل الترحيب الواسع من قبل قبائل المنطقة بذلك. وقد أثرت هذه الثورات بشكل كبير على السلطة الرومانية وأفقدتها توازنها، وكانت سبباً في انتهاء الوجود الروماني في المنطقة.