التأثيث الحضري وإدارك الفضاء

Abstract

تعالج الأطروحة موضوع ذو أهمية بالغة حول أحد الأجزاء المهيمنة على النسيج الحضري لوسط مدينة باتنة والمتمثلة في الفضاءات العامة والعناصر التي تحويها، باعتبارها متنفسا للمواطنين خاصة شريحة الأطفال، ولطالما كانت الفضاءات العامة محل اهتمام الباحثين كل حسب اختصاصه وأهدافه وارتأينا نحن في دراستنا هذه أولا معالجة مسألة مكانة الطفل بالفضاء العام لمدينة باتنة باعتباره الركيزة الأساسية للمجتمع ويشكل أكثر من ثلث العدد الإجمالي له، واختصت الدراسة التركيز على عناصر التأثيث الحضري بالفضاءات العامة المدروسة والمتمثلة في (حديقة ممرات بن بولعيد وساحة أول ماي وساحة الحرية) التي تعتبر العناصر المحددة لهوية ووظيفة الفضاء العام حيث إن غياب هذه العناصر بهذا الأخير يجعل منه مجرد مساحة تفتقد للتعريف والهوية. حيث تهدف الدراسة إلى تحديد مكانة التأثيث الحضري بالفضاء العام لمدينة باتنة ودراسة تفاعل الطفل تجاه الخصائص التصميمية له وما ينتج عنه من سلوك للوصول إلى الخصائص التصميمية التي تساهم في سلوك ايجابي للأطفال، ولتحقيق هذه الأهداف اعتمدنا على: تحديد حالة الفضاءات العامة لمدينة باتنة وعناصر التأثيث الحضري بها عن طريق المنهج الوصفي. تحديد سلوك الأطفال تجاه عناصر التأثيث الحضري من خلال تطبيق بروتوكول معتمد عن طريق مقاربة سيكولوجية المحيط التي تدرس العلاقة بين الفرد ومحيطه المادي وتطبيق تقنية الملاحظة لرصد سلوك الأطفال تجاه كل خاصية من الخصائص التصميمية لعناصر التأثيث الحضري وترجمتها إلى خرائط سلوكية عن طريق نظم المعلومات الجغرافية، إضافة إلى ذلك استبيان موجه لأولياء الأطفال الغرض منه معرفة مدى أهمية عناصر التأثيث الحضري بالنسبة لهم على أطفالهم، وتقنية المقابلة التي مكنتنا من معرفة إستراتيجية تأثيث الفضاءات العامة بالمدينة الجزائرية عامة. خلصت دراستنا إلى الأهمية البالغة لعناصر التأثيث الحضري بالفضاء العام لكل من الأطفال وأوليائهم بمدينة باتنة، وتؤثر بشكل مباشر على سلوك الطفل بالخصائص التي تتميز بها.