الخطاب الإصلاحي في فكر عبد الحميد إبن باديس

Abstract

تمكنت التداولية - في الاونة الاخيرة - من اكتساح ساحة الدراسات اللسانية بما افرزته من نتائج قيمة، وتصورات جادة لا يمكن الاستهانة بها في هذا المجال، وهذا ما حذا بنا لاختيار بعض مبادئ هذه النظرية وسيلة لمقاربة بنية الخطاب الاصلاحي، فكان موضوع دراستنا موسوم ب "الخطاب الاصلاحي في فكر عبد الحميد بن باديس دراسة تداولية". اما فيما يخص اختيارنا لرائد النهضة الحديثة في الجزائر "عبد الحميد بن باديس" و لنماذج من مضامينه الاصلاحية عينة تطبيقية للدراسة التداولية،فلاننا عثرنا في هذه النماذج على مادة خصبة و غنية جدا، اتاحت لنا فرصة دراسة الكثير من الظواهر التداولية من مثل الاشاريات باصنافها المتعددة، والافعال الكلامية باقسامها المختلفة، و انواع السياقات التي اسهمت في تشكيل بنية هذه النصوص. وان هذه الامكانات اللغوية المتعددة و الطاقات التعبيرية الهائلة التي تتيحها هذه المضامين الاصلاحية، هي ما يبرر اعتمادها موضوعا ملائما للمقاربة التداولية، من اجل فك شفراتها و تاويلها تاويلا مقبولا يتناسب و مقام التلفظ. وقد اقتضى المنهج المتبع ان نقسم هذه الدراسة الى مدخل و ثلاثة فصول، تسبقهم مقدمة و تليهم خاتمة لخصنا فيها اهم النتائج المتوصل اليها. حيث خصصنا المدخل لتحديد اهم المفاهيم التي تنبني عليها هذه الدراسة و منها: (مفهوم الخطاب في الثقافة العربية والغربية، مفهوم الخطاب الاصلاحي، اهم الخصائص التداولية للخطاب الاصلاحي عند ابن باديس). و ناقشنا في الفصل الاول اشكالية نقل و ترجمة مصطلح التداولية الى اللغة العربية و مختلف التعريفات التي قدمت لها، كما اشرنا الى ابرز الجهود الغربية و العربية التي تصب في هذا الميدان. اما الفصل الثاني فعالجنا فيه مختلف الاصناف الاشارية كما حددها جورج يول و غيره من الدارسين، و المتمثلة اساسا في الاشاريات الشخصية و المكانية و الزمانية و الاجتماعية و الخطابية، حيث تسهم جميعها في خلق الاثر الواقعي في ذهن المتلقي. و اما الفصل الثالث فتطرقنا فيه لمعالجة ضروب الافعال الكلامية في المضامين الاصلاحية وفق تصنيف سورل، لان هذا الاخير هو الذي عمل على تطوير هذه النظرية بعد استاذه اوستين، بالاضافة الى ان الفعل الكلامي يشكل مفهوما جوهريا في صلب الحقل التداولي. كما خصصنا الفصل الرابع والاخير لتحليل عناصر السياق ووظائف الخطاب عند رومان جاكبسون لما لهذه الوظائف من اهمية في التعرف على مقاصد المتكلم، واستجلاء المعاني الحافة لبنية هذه الخطابات، و هذا ما يصبو اليه الحقل التداولي. Recently, linguistic studies have been successfully overrun by the valuable outcomes in the field of pragmatics a fact that incited us to choose a set of principles of pragmatic theory in order to approach the structure of reformist discourse. Hence, the present study is entitled: "The reformist discourse in Ibn Badis' thinking: a pragmatic discourse". Our choice of "Abdelhamid Ibn Badis", the leader of modern reform as well as some models of his reformist purports as a sample of this pragmatic study, helped us depicting a fertile substance and urged us to study a myriad of pragmatic phenomena such as signs and its categories, speech acts, and contexts that built up the structure of the selected texts. The various linguistic and expressive patterns found in these reforming contents have been approved in this pragmatic approach in order to decode and interpret them suitably. The chosen methodology design allowed us to divide the work into an introduction, three chapters, and a conclusion that sums up the main results of the study. The intoduction is conceptual. Firstly, it deals with discourse in Arabic and western culture, then the concept of reformist discourse and finally the most important pragmatic traits of Ibn Badis' reformist discourse. Chapter one tackles the issue of defining and translating the concept of pragmatics into Arabic as well as the worthy western and Arabic contributions in this field. In chapter two, we treated the various categories of signs according to George Yule and other scholars such as person deixis, spatial deixis, temporal deixis, social deixis, and discursive deixis which all of them are used to create realistic impact in the recipient's mind. Chapter three, analyses the impact of speech acts according to to Searle's classification. This latter developed the theory after his teacher Austin since the concept of speech act is fundamental in pragmatic field. The last chapter is dedicated to the analysis of contextual elements and Roman Jackobon's discursive functions, their effect on the speaker's intentions, and depicting the discursive meaning as a final aim of pragmatics.