في تحليل السياسة الخارجية

Abstract

يكمن جوهر التركيز في تحليل السياسة الخارجية على نوايا وتصرفات الفواعل - والتي في كثير من الأحيان، ولكن ليس دائما، قد تكون دولة - الموجهة نحو العالم الخارجي، واستجابة الفواعل الأخرى لهذه النوايا والتصرفات والإجراءات. فالعامل المحدد في دراسة السياسة الخارجية هو تركيزها على كل من المجالات الدولية والداخلية وما يترتب عليه من حاجة للتنقل بين مستويات التحليل الفردية الوطنية والنظمية. والسياسة الخارجية، تبعا لذلك، تدرس من وجهات نظر مختلفة، قد تستدعي تحليل مختلف الفواعل مثل الدولة، الكيانات غير الدولاتية وكيانات الدول الفرعية؛ وكذلك ضمن مستويات مختلفة، بما في ذلك المستوى الفردي ومستوى الدولة والنظمي. والأوساط المختلفة مثل المتغيرات الداخلية والخارجية وغيرها، بما في ذلك الخطاب والاستراتيجيات والسياسات والإجراءات. ويصنف الاختلاف الجوهري بين المقاربات العقلانية ممثلة في الواقعية الجديدة والليبرالية الجديدة من جهة ٬ والمقاربة البنائية من جهة اخرى ٬ على كونه أنطولوجي اساسا، وهو متصل بنماذج الفواعل الأساسية. وفي حين تتبنى الواقعية الجديدة والليبرالية الجديدة نموذج منطق الإنسان الاقتصادي، تبني البنائية تفسيرها للسياسة الدولية والسياسة الخارجية على مفهوم منطق الإنسان الاجتماعي. تندرج المقاربة الواقعية الجديدة للسياسة الخارجية ضمن المقاربات النظمية التي تؤكد على تأثير بنية النظام الدولي على السلوكيات الخارجية للدول، ففي ظل نظام فوضوي يفتقر لسلطة عليا تحتكر الاستخدام المشروع للقوة، يتعين على الدول الاعتماد على نفسها لتحقيق امنها، الذي يشكل اضافة الى النفوذ اهداف السياسة الخارجية الاكثر الحاحا، وتنسب الواقعية الجديدة الاختلاف بين السياسات الخارجية للدول للوضع النسبي لقوتها. اما الليبرالية الجديدة فتنتمي الى المقاربات الفرعية التي تفسر سلوك الدول من الاسفل بالاعتماد على تركيبتها الداخلية، وهي ترفض النظر الى الدول كفواعل وحدوية وتركز بدلا من ذلك على الفواعل المجتمعية، التي توجه مصالحها السلوك السياسي الخارجي، وبالتالي تحل سياسة البحث عن الارباح كبديل لسياسة القوة عند النيوواقعية. في حين تحاول البنائية اقحام محددات من المستويين الداخلي والدولي، و تعتبر ان الدول لا تتصرف وفقا لحسابات عقلانية لما ستعود به تصرفاتها الخارجية، وانما وفقا للدور المنوط بها، اي بما يتوافق والمعايير الاجتماعية. لكن قد يلجأ الباحثون في ميدان السياسة الخارجية إلى الاعتماد على مستوى معين مقابل تهميش إلى حد ما المستويات الأخرى، وقد يكون ذلك لضرورات منهجية. ولكن الإحاطة بالجوانب المختلفة للموضوع تدفع نحو محاولة تقريب الاستبصارات من مختلف المستويات التحليلية. وكان ذلك سبب ظهور ما يعرف بالنماذج الديناميكية التي تحاول جسر الهوة بين التأثيرات الفردية الوطنية والنظمية، مما يسهل فهم التفاعلات والمحصلات والعلاقة بينها. ومساعي التكامل هذه قد تتم بشكل ثنائي او مشترك بين المستويات الثلاثة. Foreign policy analysis is on the intentions, statements and actions of actors - often, but not always, a state - directed towards the external world and the response of other actors to these intentions, statements and actions” . The defining factor of the study of foreign policy is its focus on both the international and domestic spheres and the consequent need to move between individual, state and systemic levels of analysis .Foreign policy is therefore studied from a variety of perspectives. It may entail the analysis of various actors such as the state, non-state entities and sub-state entities; a range of levels, including the individual-level, state-level and the macro (systemic)-level; different milieus such as the internal and external and other variables, including discourse, strategies, policies and actions. The Neorealist approach of foreign policy is one of the systemic approaches that emphasize the influence of the international structure on the external behavior of state, this structure is defined by anarchy, which means that there is no formal central authority; so, every sovereign state is formally equal in this system.These states act according to the logic of self-help. They seek to expand their capabilities vis-à-vis rival states ,and the scope and ambition of a country’s interests are driven by its level of capability.While, Neoliberalism represents sub-systemic approaches that explain the behavior of states from the bottom, depending on the internal structure. It refuses to deal with states as a unitary actors and instead focuses on social actors. But the Constructivist approach attempts to introduce determinants from the internal and international levels. It considers that states do not behave according to rational calculations of their foreign actions, but in accordance with the social norms. However, taking note of the different aspects of the subject leads to an attempt to bring together insights from various analytical levels. This was the reason for the emergence of so-called dynamic models ,which attempts to bridge the gap between individual national and systemic influences,Which facilitates understanding of interactions and outcomes and their relationship. These integration efforts may be carried out bilaterally or jointly between the three levels.