الحصانة الدبلوماسية بين الشريعة الإسلامية و القانون الدولي المعاصر

Abstract

إن ظاهرة إرسال الرسل قديمة قدم البشرية كانت موجودة لحل الخلافات و النزاعات و كانت القبائل و العشائر ثم الدول سعى للاتصال فيما بينها و لربما تحدث نزاعات أو صراعات أو حتى حروب و لن تنتهي هذه الحروب إلا بالصلح أو الهدنة التي تتم عن طريق إرسال الرسل أو السفراء فكانت هذه الرسل ممتعة بالحصانة أو الأمان و عدم الاعتداء عليهم، و هو ما يعتبر بداية الحصانات و الامتيازات الدبلوماسية . و لما جاء الإسلام أكرم الرسل الوافدين، وشرعت لهم أحكاما و منحهم حقوقا و امتيازات . و لأجل قيام المبعوث الدبلوماسي بأداء مهامه على الوجه الأكمل كان لا بد أن يتحرر من بعض القيود التي يمكن أن تؤثر عليه، فهو يحتاج إلى جو من الطمأنينة و السكينة و الحرية في سلوكاته و تصرفاته . و لأن هناك مصالح بين الدول تتعارض و تتصادم فيما بينها و تتأثر كل دول بغيرها من الدول، لجأ المجتمع الدولي من أجل توحيد قانون ينظم الحصانة الدبلوماسية و يوحدها . فجاءت اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية سنة 1961 لتكون مرجعا و نظاما تلتزم به كل الدول . و لو ألقينا نظرة إلى الإسلام لوجدنا أنه مارس الحصانة بل ظهور هذه الاتفاقية. فالرسول صلى الله عليه و سلم أمن رسولا مسيلمة الكذاب و قال لهما المقولة المشهورة أمنت بالله و رسوله و لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما . ويذكر لنا التاريخ موقفا آخر في سيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم في تأمين الرسل عندما قال لأبي رافع : " إني لا أخيس بالعهد و لا أحبس البرد " . جاءت هذه الدراسة لتطرح عدة تساؤلات أهمها: - كيف نظمت الشريعة الإسلامية و أحكام القانون الدولي الحصانة الدبلوماسية من حيث مفهومها و مصادرها ؟ و هل عرفت الشريعة نظام الأمان ؟ و ماهي أدلته و أنواعه، و ماهي المبادئ و القواعد التي قام عليها ؟ - و هل وفرت اتفاقية فيينا لعام 1961 الحصانة المطلقة للمبعوث الدبلوماسي أم ثمة نقائص وجب تداركها بضرورة تعديلها ، أم أن العيب ليس في النصوص بل في الممارسة. - و ما مدى مسؤولية الدول التي تنتهك حرمة الحصانة الدبلوماسية ؟ و ما هو الجزاء المترتب على انتهاكها ؟ لو رجعنا إلى سيرة المصطفى لوجدنا أنه جهز جيشا قوامه 3 آلاف مقاتل ضد الروم إثر مقتل سفيره الحارث بن عمير الأزدي الذي كان يحمل كتابه إلى عظيم بصرى، فكان قتل الرسل من أشنع الجرائم يساوي أو يزيد عن حالة الحرب و يزيد الموضوع أهمية أيضا هو أنه قد لوحظ اعتداءات متكررة على مقار السفارات أو على المبعوثين الدبلوماسيين أنفسهم، على مدار الساعة في كثير من دول العالم، مما يجعل علاقات كثيرة من الدول متوترة . جاءت هذه الدراسة إلى إبراز تفوق الشريعة الإسلامية في مجال العلاقات الدولية و صلاحيتها لكل زمان و مكان، و كذا أسبقيتها في التقعيد لقواعد الحصانة الدبلوماسية . و لقد قسمت هذه الدراسة إلى بابين: الباب الأول تناولت فيه الإطار النظري للحصانة الدبلوماسية و مصادرها و كذا الأشخاص المتمتعون بها و استعرضت فيه ثلاثة فصول : خصصت الفصل الأول للحديث عن مفهوم الحصانة الدبلوماسية و الفصل الثاني للحديث عن المصادر القانونية للحصانة الدبلوماسية، وكذا الفصل الثالث خاصا بأجهزة العلاقات الدولية المشمولة بالحصانة الدبلوماسية . بينما استعرضت في الباب الثاني أنواع الحصانات الدبلوماسية و مظاهرها و القيود الواردة عليها، و كذا إشكالية قيام المسؤولية الدولية عن انتهاكها . تكلمت في الفصل الأول منه عن أنواع الحصانات و الامتيازات الدبلوماسية و جعلت الفصل الثاني للحديث عن مظاهر الحصانة الدبلوماسية . و كان الفصل الثالث من هذا الباب مخصصا لإبراز القيود الواردة على الحصانة الدبلوماسية و إشكالية قيام المسؤولية الدولية في حال انتهاكها . و جاء كل فصل من هذه الفصول مشتملا تقريبا على ثلاث مباحث. إن الفقه الإسلامي فيه ما فيه من الأحكام التي تنظم علاقات الدول ببعضها البعض و هو ما يسمى في العصر الحديث بالقانون الدولي، إذ تكون الدولة طرفا فيه لأنها صاحبة السلطان أما الطرف الثاني فإنه دولة أخرى أو دولا أخرى أو هيئات أو منظمات دولية . و هو مجموعة القواعد و الأحكام التي تنظم ارتباط الدولة بالدول الأخرى في أوقات السلم و الحرب. فبالرغم من وجود كم هائل من الاتفاقيات الدولية إلا أنه لا تزال هناك ثغرات وجب تتبعها و إصلاحها. فالشريعة الإسلامية وضمن نصوصها قد احتوت على الكثير من المبادئ و القيم و القواعد حول إقامة علاقات مع غير المسلمين و الرسول الأكرم قد مارس إرسال الرسل و استقبل الرسل و السفراء و الوفود و منحهم الأمان . و لقد توصلت إلى عدة نتائج أهمها : إن المتأمل للدبلوماسية الإسلامية يقف على نماذج راقية و عالية من الكفاءة و الذكاء و المقدرة على حل الأزمات و كيفية تصريف الأمور. - لأول مرة في تاريخ البشرية تتحول مسيرة السفارة إلى دعوة و هداية. - الإسلام سبق القانون الدولي الأوربي ليس في تاريخ وجوده و إنما في أحكامه و مبادئه. - يسجل لنا القرآن الكريم كثيرا من المفاوضات الدبلوماسية الدولية و التي كانت بين الملك النبي سليمان و بلقيس ملكة سبأ . - ازدياد وتيرة الانتهاكات في الآونة الأخيرة على المبعوثين الدبلوماسيين كالاختطاف و الحجز من قبل الجماعات الإرهابية. - إن الاستغلال السلبي للحصانة الدبلوماسية من قبل الدبلوماسيين هو ظاهرة مذمومة في العمل الدبلوماسي كأعمال الجوسسة أو التهريب أو التآمر على دولة الاستقبال. - إن الشريعة الإسلامية تحتوي على مظاهر وجود المسؤولية الدولية في حال انتهاكها من قبل دولة الاستقبال أو غيرها خلافا لما ذهب إليه بعض الباحثين من وجود المسؤولية الشخصية فقط. Sending messengers is an ancient phenomenon as humanity is ancient. It was found to resolve disagreements and disputes .Tribes then states tried to communicate with each other , and perhaps disagreement , disputed and even wars happened .Those wars would not come to an end only by a deal that takes place due to sending messengers or ambassadors . Those messengers benefited from immunity and safety and could not be exposed to violence. This was the beginning of diplomatic immunity. When Islam came , it honored messengers and gave them rights and privileges. For the diplomat to do his work in the best way , it was necessary that he was freed from obstacles that could influence him . He needs an atmosphere of peace , calm and freedom in his behavior. Because there are interests between states and those interests may be in conflict as every states gets influenced by the other states , the international community moved to unify a law regulating diplomatic immunity. The 1961 Vienna Convention of Diplomatic Relations came to be an official reference that all states must follow. Islam organized immunity before this convention. The Prophet Muhammad PBUH gave peace to the messengers of Mussalima Elkhadhad ( Mussalima The Liar) and said to them his famous saying “ I believe in Allah and His prophet , if I were killing a prophet , then I would kill you”. The history tells us another fact in the biography of our Prophet PBUH in giving peace to messengers when he said to Abi Raffaa “ I do not stop the agreement and do not stop the cold » This study is state out many questions . The most important of them are: - How did the Sharia and international law organize the diplomatic immunity in its concept and origins? Did the Sharia know the system of safety? What are its proofs and kinds? - What are the principles and rules in which it stood? - Did the 1961 Vienna Convention provide an absolute immunity for diplomatic envoy , or are there some deficiencies that must be corrected? Or the problem is in not in the laws but in practice? - To what extent are states responsible for breaking the diplomatic immunity? What is the punishment for that? We can consider that the Prophet PBUH prepared an army of 3000 soldiers to confront the Romans as a result of his messenger Alharith Ibn omair Elazadi who carried his message to the king of Basra. Killing messengers was one of the most horrible crimes , equal to declaring a war .What gives the subject more importance that it has been notified that there are more and more attacks on embassies and diplomatic envoys themselves in all over the world.Something that makes the relations between many countries in disorder. This study aims to clarify the superiority of Islamic Sharia in the field of international relations and its being suitable for every place and time and its being first in setting the rules of diplomatic immunity. I divided this study into two parts: in the first part , I studied the theoretical framework of diplomatic immunity , its origins and the persons that benefit from it. This part is divided into three chapters: The first chapter is devoted to the concept of diplomatic immunity , the second one to the legal origins of diplomatic immunity , the third one to the international organs that benefits from it. In the second part , I studied the kinds of diplomatic immunity and its features and the limits to it , as well as the international reasonability for its breaking. In the first chapter of that part , I studied the kinds of diplomatic immunities and privileges. In the second chapter , I studied the features of diplomatic immunity. The third chapter was devoted to the limits to diplomatic immunity and the problematic of international responsibility for its breaking. Its chapter was divided into three divisions. The Islamic Fiqh contains many dispositions that organize the relations between countries , what is known nowadays as international law ; the country is a part of it because it possesses the power , the second part is another state or other states or international organizations. It is the group of rules and dispositions that organize the relation between a state and other states in peace and war . Despite of the great number of international treaties , there are still errors that have to be reformed. The texts of Islamic Sharia have contained a lot of principles and values in making relations with non-muslim . The Prophet PBUH sent messengers and received them and gave them peace. I concluded many results ; the most important are: He who remarks the Islamic diplomacy sets out a very high examples of competence and intelligence and the ability to solve crises and manage them. In the first time in humanity , the embassy changes into preaching for the right way. Islam anteceded international European law not in its date of being but in its dispositions and principles. The Holy Quran states many of international diplomatic negotiations between the prophet Solomon and Balquis, the Queen of Sabah. The raise of breakings facing the diplomatic envoys in the last period such as kidnapping by terrorist groups. The abuse of diplomatic immunity by diplomats is a bad phenomenon in diplomatic work such as spying and conspiracy. The Islamic Sharia contains features of international responsibility in case of its being broken by the host state or others , contrary to the opinion of many scholars that confirm the existence of only personal responsibility. Depuis très longtemps, les tribus puis les États avaient l'habitude d'envoyer des émissaires aux autres tribus puis aux autres pays pour des missions spécifiques ; notamment pour maintenir les liens et résoudre les problèmes et les conflits où même les guerres. Cependant, pour faciliter leur mission, ces émissaires ou ambassadeurs bénéficiaient d'une immunité vis à vis des tribus ou Etats où ils étaient envoyés, ce que nous pouvons considérer le début de cette immunité diplomatique. De son tour, l’Islam a honoré l’émissaire en lui donnant des droits et privilèges très importants. Et pour que cet émissaire diplomatique accomplisse ses missions en toute tranquillité, il lui a fallut un climat de paix, de sérénité et de liberté pour son travail. Ce qui a mené la société internationale de mettre en place des lois et réglementations qui gèrent cette immunité diplomatique. La convention de Vienne sur les relations diplomatiques est un traité international réglant les rapports diplomatiques entre pays, l'immunité du personnel diplomatique, et l'inviolabilité des ambassades. Cette convention devient une référence à respecter par tous les Etats. Effectivement, la loi islamique (shari’a) a instauré une pratique de cette immunité avant l’existence de cette convention. Et le Prophète Mohamed (PSL) a assuré l’immunité des deux émissaires de Moussaïlima El-kadhab (Le monteur), où il a prononcé sa fameuse formule : « je crois en Dieu et son Messager, et si j’étais un tueur des émissaires je vous tu tuerais ». Une autre scène du respect de l’émissaire chez Prophète (PSL), quand il a dit à Abou Rafi’a : « Je ne romps pas les pactes et je retiens le froid ». Cependant, nous pouvons résumer la problématique de notre recherche comme suivant : Comment la loi islamique (la shari’a) et les textes du droit international ont géré l’immunité diplomatique selon les concepts et les sources de cette dernière ? Est-ce que la shari’a a défini l’immunité ? Quels sont ses preuves et ses types ? Quels sont les bases et les principes sur lesquels a été fondée ? Est-ce que la convention de Vienne de 1961 a vraiment assuré l’immunité à l’émissaire diplomatique ? Est ce qu’il y a des inconvénients pour cette convention, que ce soit dans les textes ou dans la pratique ? Quelles sont les engagements des Etats envers cette convention ? Quelle sont les punitions en cas de violation de ce pacte ? Quand nous revenons à la Syraa (la vie du Prophète (PSL)), nous trouvons que le Prophète (PSL) a envoyé une armée de trois mille soldats cotre Romains, suite à l’assassinat de sont émissaire Al-harith ibn Omeir El-Ouzdi. Donc, tuer un émissaire est un crime de premier degré pour le Prophète (PSL). Nous remarquons aussi que les attaques répétés sur les ambassades et les corps diplomatiques en générale rendent les relations très tondues entre les Etats. D’ailleurs, notre recherche a pour objet, montrer la suprématie de la shari’a dans le domaine des relations internationales, et que cette loi islamique est valable n’importe quand et n’importe où. Notre thèse se compose en deux chapitres, le premier traite le cadre théorique est contient trois chapitres, le premier sur la notion de l’immunité diplomatique, le deuxième sur l’aspect juridique, quand au troisième chapitre, il traite l’application de l’immunité diplomatique dans les relations internationales. La deuxième partie de cette recherche présente les types de l’immunité diplomatique et ses règles, ainsi que la responsabilité des Etats qu’ils la violent. Cette partie se compose aussi en trois chapitres Cependant, la jurisprudence islamique organise aussi les relations entre les Etats, ce que nous appelons actuellement le Droit international, et chaque Etat en fait partie avec les autres Etats, y compris les organisations étatiques et non étatiques (ONG). Ce Droit international, représente l’ensemble des règles et lois qui gèrent les relations entre les Etats dans toutes conditions, que ce soit, en état de paix ou de guerre. Et cela n’empêche pas qu’il y ait toujours des lacunes et des brèches restent à remédier. D’ailleurs, la loi islamique (la shari’a) a aussi ses règles et principes en ce dans tout ce qui est relation avec les musulmans et les non-musulmans, et le Prophète lui-même les a pratiqués quand il recevait et envoyait des émissaires. A travers cette recherche nous avons tiré les résultats suivants : - L’Islam a devancé le Droit international européen, notamment dans la réglementation et les principes. - La première fois dans l’histoire de l’humanité, la mission de l’ambassadeur se transforme vers la da’awa. - Le Saint Coran nous rapporte des scènes de négociation diplomatique, dans l’exemple de l’histoire de la Renne de Saba avec le Prophète Salomon. - L’histoire musulmane nous a montré des models très brillants dans la gestion des conflits. - Récemment, les violations de l’immunité diplomatique sont innombrables, notamment les prises d’otage des diplomates par les groupes terroristes. Pour conclure, la mauvaise exploitation de certains diplomates de l’immunité Wa billah attawfik diplomatique est un phénomène inapprécié. Notamment les pratiques telles que l’espionnage, le trafic ainsi que les complots. La loi islamique (la shari’a) insiste sur la responsabilité internationales collective en cas de violation. Or, certain chercheurs parlent de la responsabilité personnelle limitée seulement.