إستراتيجية الردع وإنعكاساتها على الواقع الإقليمي والدولي بعد نهاية الحرب الباردة

Abstract

This study Explain the subject of deterrence strategy and the changes that this strategy defined after post-cold war, which contributed the need to re-read intellectual and theoretical perspectives and adapt them to the reality situations such as the case of Iran. The transformations in international environment have profound effects on the theoretical and intellectual construction of deterrence which proved its value during the Cold War in terms of stability imposed between the United States of America and the former Soviet Union. The emergence of nuclear weapons has explained the efficiency of deterrence in the crises management, and this has made nuclear proliferation as a necessary requirement in many countries suffering from long conventional conflicts and other threats and the risks that may result in long wars, especially that the proliferation has the advantages of contributing to the security requirement that you want any country, therefore, the transfer of deterrence from the global to the regional level is one of the most important changes in the international environment especially after the success of the Indo-Pakistan experience. on the basis of these transformations this study attempts to study the strategy of Iranian deterrence at all levels, "nuclear, conventional and soft", the shift at the level of the Iranian military doctrine transferred this doctrine from the level of attack to defense, which gives the Iranian deterrence strategy defensive dimension that involves the exploitation of the hard and soft constituents to ensure its effectiveness, and this transformation was reflected in its regional and international deterrent relations, presenting many equations, such as the traditional Iranian deterrence in the face of geographical proximity, the strategic balance to confront Israel, and the conflict and negotiation with the United States of America as mechanisms for achieving asymmetrical deterrence, however, the chances of ensuring the success of this strategy remain dependent on the extent of Iran's understanding of all the outputs of the internal, regional and international environment and the flexibility of dealing with it. توضح هذه الدراسة موضوع استراتيجية الردع والتغيرات التي عرفتها هذه الاستراتيجية بعد نهاية الحرب الباردة ما ساهم في ضرورة إعادة قراء منطلقاتها الفكرية والنظرية وتكيفها مع واقع الحالات الموجودة كموضوع الحالة التي نتناولها والمتمثلة في إيران، فقد كان للتحولات التي عرفتها البيئة الدولية تأثيرات عميقة على مستوى البناء النظري والفكري لاستراتيجية الردع التي أثبت قيمتها الفعلية خلال الحرب الباردة من منطلق الاستقرار الذي فرضته على الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفياتي سابقا. كان للسلاح النووي أثر كبير على تحقيق صدق الردع و تجاوز الأزمات، لذا أصبح الإنتشار النووي مطلبا ضروريا لدى العديد من الدول التي تعاني من صراعات تقليدية طويلة، و اخرى من تهديدات و مخاطر قد تتسبب في دخولها حروبا طويلة لما في هذا الانتشار من مزايا قد تحقق المطلب الأمني الذي تريده أي دولة، لذا يعتبر انتقال الردع من المستوى العالمي إلى الاقليمي أحد أهم التغيرات التي عرفتها البيئة الدولية خاصة بعد نجاح التجربة الهندية الباكستانية، و من منطلق هذه التحولات تحاول الدراسة البحث على مستوى استراتيجية الردع الايرانية في كل من مستويات النووية و التقليدية و الناعمة، فالتحول الذي تعرفه ايران اليوم على مستوى العقيدة العسكرية نقل هذه العقيدة من مستوى الهجوم إلى الدفاع، و هذا ما يعطي لاستراتيجية الردع الايراني بعدا دفاعيا ينطوي على حسن استغلال المقومات الصلبة و الناعمة ليضمن فعاليته، و هذا التحول على مستوى العقيدة انعكس على العلاقات الردعية في المستويين الإقليمي و الدولي لبطرح معادلات عديدة كالردع التقليدي الايراني في مواجهة الجوار الجغرافي و التوازن الاستراتيجي لمواجهة اسرائيل، و الصراع و التفاوض مع الولايات المتحدة الامريكية كآليات لتحقيق الردع اللامتماثل، إلا أن فرص ضمان فعالية هذه الاستراتيجية تبقى مرهونة بمدى ادراك ايران لكل المعطيات الداخلية و الاقليمية و الدولية و مرونة التعامل معها.