التنشئة الإجتماعية للطفل في المجتمع الريفي الجزائري

Abstract

تعتبر التنشئة الاجتماعية القالب الذي يهتم بإنتاج الأجيال على مدار مراحل التكوين التي تتطلبها صناعة الفرد ، وصياغة الشخصية . ومن هنا كانت أهميتها بالغة في الإنتاج الاجتماعي وتحديد طبيعة المجتمع . من خلال أهم مؤسسات المجتمع المسؤولة على ذلك ، وهي الأسرة . حيث تعتبر الأسرة المولد والمورد الذي ينتظر منه المجتمع جودة عملية الإنتاج ، من أجل البناء والتعمير لقيام مجتمع كامل مسؤول ومتكاثف وبناء تتشكل أولى لبناته من نجاح عملية التنشئة الاجتماعية في تكوين شخصية الفرد . وبهذا ولإدراكنا أهمية هذه العملية في حياة الفرد والمجتمع ، تناولنا موضوع التنشئة الاجتماعية للطفل في المجتمع الريفي الجزائري من خلال التركيز على المجتمع الريفي الجزائري ؛ الذي تميز منذ وجوده بنمط تنشئة اجتماعية متميز ، يروح ذهابا وايابا بين الايجابية والسلبية في ممارسة بنوده ومواده العامة المتوارثة عبر الأجيال تحت عنوان التقليدية والتوارث . التي بدأت اليوم تتزاوج و تندمج بالحياة الحضرية وتنسلخ عن مميزاتها وخصائصها . حيث كان من أهم أسباب اختيار الموضوع هو المظاهر السلبية التي اكتسحت عالم الأسرة والمجتمع الريفي ،وتواري قيم ماضوية وعادات وتقاليد كانت تاريخا ووصمة تميز لكثير من المجتمعات الريفية وعلاقتها بالتنشئة الاجتماعية .كما محاولة معرفة علاقتها –التنشئة الاجتماعية - من جانب آخر بمظاهر ايجابية تبنت طابع التميز والاستقلالية في الوسط الريفي . وبجوانب سلبية ارتبطت بالتبني المطلق عموما لأساليب تربوية سلبية تقوم على الأساليب الغير الديموقراطية القائمة على التسلط والقسوة و التفرقة بين الأبناء ...الخ . وهو ما حاولنا معرفته من خلال طرح التساؤلات التالية : - ما هي الأساليب المتبعة في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل في المجتمع الريفي الجزائري ؟. والتساؤلات الفرعية التالية : * هل يتبع أفراد المجتمع الريفي أسلوب القسوة والتسلط في عملية التنشئة الاجتماعية ؟. هل يتبع أفراد المجتمع الريفي أسلوب التفرقة بين الأولاد في عملية التنشئة الاجتماعية ؟. * هل يستخدم أفراد المجتمع الريفي أسلوب التذبذب في معاملة الطفل في عملية التنشئة الاجتماعية .؟ ومنه طرح الفروض التالية التي تناول منها الفرض الرئيسي القول بأن الأساليب المتبعة في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل في المجتمع الريفي الجزائري هي أساليب سلبية غير ديمقراطية . والفروض الجزئية المقرة بالتالي : - يعمد أفراد المجتمع الريفي إلى استخدام أسلوب القسوة والتسلط في عملية التنشئة الاجتماعية . - يستخدم أفراد المجتمع الريفي أسلوب التفرقة بين الأولاد في العملية التربوية للطفل. - يعمد أفراد المجتمع الريفي إلى استخدام أسلوب التذبذب في معاملة الطفل وتنشئته. حيث حاولنا من خلال هذه الفروض تحقيق جملة من الأهداف العلمية والعملية التي تركزت أساسا في الاطلاع على الأساليب المتبعة في إنجاح أو إفشال هذه العملية التربوية في المجتمع الريفي الجزائري . بطرح لأهمية عملية التنشئة الاجتماعية في خلق التوازن النفسي والاجتماعي للفرد ، وقدرتها على خلق إنسانية الفرد والطرح الامبريقي للموضوع لهذه العملية التربوية. من خلال دراسة ميدانية اعتمدت على توضيح طريقة إتباع الأنماط السوية ، أو الخاطئة في تحقيقها . و التطلع الوافي على أهم مقومات قيام عملية التنشئة الاجتماعية من مفاهيم ،أنواع ، أشكال ، شروط ،، وظائف ،مؤسسات ، أساليب ...الخ . وتحليل الموضوع تحليلا سويولوجيا ونفسيا ، من أجل العمل المشترك على ايلاء العملية التربوية طابع الاهتمام الجماعي ، والتبجيل المجتمع .لتحقيق فرص متكافئة في الرقي بالمجتمع . إضافة إلى أهم هدف عملي نسعى إلى تحقيقه وهو تعليم الآباء والأمهات وتثقيفهم بأساليب التنشئة الاجتماعية القويمة ،من الأساليب التقليدية المتبعة وتأثيرها السلبي على الناشئة ،وتحسسيهم بأهمية الموضوع في بناء وتربية الأطفال. وقد اتبعنا في سبيل تحقيق الدراسة الميدانية التي تقر بتحقق الفروض أو عدم تحققها كميا ، وبتعبير إحصائي . على مجموعة من الخطوات أهمها اختيار مكان الدراسة المحدد باسم اوستيلي ايمرزوقن ببلدية سريانة . أين تم أخذ عينة تساوي 131 أسرة من مجموع 262 أسرة . وتطبيق المنهج الوصفي في الدراسة ، مع إتباع مجموعة من الأدوات في جمع البيانات. تمثلت في الملاحظة ، المقابلة ، الاستمارة ، الوثائق والسجلات . وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج المقرة والمؤكدة بتحقق الفروض المطروحة ؛ حيث أكدت النتائج أن غالبية أفراد المجتمع الريفي يميلون إلى استخدام الوسائل التقليدية في عملية التنشئة الاجتماعية , تبريرا بأنها الأساليب المطبقة في تنشئتهم و قد أثمرت نتائجها فيهم وفي أبناء جيلهم بالأفراد الصالحين والأشداء القادرين على مجابهة صعاب الحياة . وكان استخدام هذه الأساليب ممثلا في استخدام أسلوب القسوة والتسلط بدرجة أعلى من كل الأساليب .إضافة إلى إتباع أسلوب التفرقة خاصة بين الذكور والإناث.تحبيذا منهم للذكور لأنهم رمز القوة وحماية الأرض والعرض والمعيل للأسرة في مراحل لاحقة . واتباع أسلوب التذبذب في معاملة الطفل وفقا لمزاج الوالدين في ذلك اليوم واختلافه بين الأم التي تعتمد في غالبية الأحيان التدليل و الرعاية الزائدة ,والأب الذي يتبع أسلوب القسوة و التسلط ,وبهذا تؤكد النتائج استخدام لأسلوب القسوة المصحوبة بالعقاب الجسدي و النفسي والتسلط ,واتساع استخدام أسلوب التفرقة ,وعدم الثبات في استخدام أسلوب واحد في التربية وبذلك استخدام أسلوب التذبذب في المعاملة .وهو ما أكدته النتائج المتحصل عليها من تحليل البيانات المتعلقة بالموضوع في جل الجداول. - تحقق الفرض الأول القائل بسعة استخدام أسلوب القسوة والتسلط ، وشيوع استخدامه في الأوساط الريفية بشكل يكاد يكون مطلقا وشاملا لأكثر من نصف ممثلي العينة .حيث يعتمد أفراد المجتمع الريفي على استخدام أسلوب القسوة و التسلط القائم على العقاب البدني و الاهانة النفسية الممثلة في السب و الشتم والتهديد ، وعدم مراعاة المتطلبات النفسية في ذلك . كمظهر من مظاهر التربية الاجتماعية الريفية السليمة وذلك من خلال اعتبار أن الطفل المؤدب و الصحيح التربية هو الطفل الخاضع لأوامر والديه والأكبر منه سنا .والمنصاع نحو أوامرهم ونواهيهم .وبهذا فالتسلط هو قيمة اجتماعية سائدة الاستخدام ,وكثيفة التداول في المجتمع الريفي الجزائري .بالرغم على ما ينطوي عليه هذا الأسلوب من حد لإبداع و حرية و استقلالية الطفل ، ومن تعبير وابراز للخصائص الذاتية للفرد التي تعبر عن شخصيته . والمطلوب في التنشئة الاجتماعية هو قولبة السلوكيات الفردية وضبطها ضمن إطار جماعي منسق ومتجانس قائم على التفاعل الاجتماعي وتعزيز مواقف التعاون والتكاثف الاجتماعي و الانتماء.لا كبحها وتغريبها ضمن النمط الانعزالي والانسياق نحو التبعية والخضوع التي تقتل الإبداع والتفكير. - أقرت نتائج الجداول بتحقق الفرض الفرعي الثاني المتضمن شيوع استخدام أسلوب التفرقة بين الأبناء في عملية التنشئة الاجتماعية . أين يميل أفراد المجتمع الريفي في غالبيتهم إلى إنجاب الذكور دون الإناث لعوامل خدمة الأرض والنسب والميراث ...الخ . كما يعتمد غالبيتهم أسلوب التفرقة بين الأبناء في عملية التنشئة الاجتماعية، بالانحياز في أعلى النسب نحو الذكر لاعتبارات ذكورية المجتمعات العربية عموما ، والمجتمع الجزائري خصوصا . - تحقق الفرض الفرعي الثالث القار باعتماد أفراد المجتمع الريفي على أسلوب التذبذب ، والتنويع في استخدام الأساليب التربوية في عملية التنشئة الاجتماعية . إذ أوضحت نتائج الجدول رقم (38) ردود فعل الأم السلبية عند معاقبة الأب الطفل ، وهو ما يخلق تضاربا في معرفة الطفل إن كان على صواب أو خطأ في سلوكه ، لاختلاف ردود الفعل بين الوالدين وانعكاساتها . ونتائج الجدول رقم (40) المقرة بوضوح اختلاف الأساليب التربوية في عملية التنشئة الاجتماعية بين الوالدين ، والتي تطرح نتائج وخيمة على نمو الطفل وسلامة سلوكه .إذ أن الاختلاف في ممارسة الأساليب يركب العدوانية و الضياع و الانحراف في ممارساته .خاصة في تشجيع الطفل على سلوك ما ، ونهيه عنه مرة أخرى كما هو موضح في نتائج الجدول رقم (41) الناهية عن الشجار مع الإخوة داخل المنزل ، وتشجيعه على الشجار مع الجيران الموضحة في نتائج .(42) الجدول رقم وقد أوضحت نتائج الجدول رقم (43) تميز أطفال المبحوثين بالعصبية والعنف والقلق الدائم ,نتيجة للتذبذب الذي يعانيه الطفل ، والضياع الذي يعيشه بين ايجابية سلوكه أو سلبيته ، أين يختلف العقاب بين الآباء على سلوك واحد ، و يختلف العقاب عند كل طرف على سلوك واحد بأساليب مختلفة. socialization is a template that cares for the production of generations throughout the stages of formation required by the manufacture of the individual and the formulation of personality. Hence its importance in social production and determining the nature of society. Through the most important institutions of society responsible for this, which is the family. Where the family is the generator and the resource from which society awaits the quality of the production process, in order to build and build a full, responsible, intensive and constructive society, whose first daughters are formed from the success of the process of socialization in forming the personality of the individual. With this and to realize the importance of this process in the life of the individual and society, we dealt with the issue of socialization of the child in the Algerian rural community by focusing on the Algerian rural society, which was distinguished since its existence in a distinct socialization pattern Where the most important reasons for choosing the topic were the negative manifestations that swept the family and rural community, and the hiding of past values, customs and traditions that were history and a stigma that characterizes many rural societies and their relationship to socialization. As an attempt to know its relationship - socialization - on the other hand, with positive manifestations that adopted the character of distinction and independence in the rural milieu. And in negative aspects, it was linked to the absolute adoption in general of negative educational methods based on non-democratic methods based on authoritarianism, cruelty, discrimination between children ... etc. This is what we tried to know by asking the following questions: -What are the methods used in the process of socializing a child in the Algerian rural community? The following sub-questions: •Do members of rural society follow the method of cruelty and domination in the process of socialization? •Do members of rural society follow the method of distinguishing between children in the process of socialization? •Do rural community members use the vibrational method to treat a child in the socialization process? Among them is the following hypotheses, which dealt with the main hypothesis, saying that the methods used in the process of socializing a child in Algerian rural society are negative, undemocratic methods. The following partial assumptions are made: Rural community members use the method of cruelty and bullying in the process of socialization. -Rural community members use the method of separating boys in the child's educational process. Rural community members use the oscillation method to treat and nurture a child. Where we have tried through these assumptions to achieve a set of scientific and practical goals that were mainly focused on learning about the methods used to succeed or thwart this educational process in the Algerian rural community. By laying out the importance of the process of socialization in creating the psychological and social balance of the individual, and its ability to create the humanity of the individual and the empirical approach to the topic of this educational process. Through a field study that depended on explaining how to follow normal or wrong patterns in achieving them. And a thorough look at the most important elements of the process of socialization of concepts, types, forms, conditions, jobs, institutions, methods ... etc. The analysis of the subject is a sociological and psychological analysis, in order to work together to give the educational process the character of collective attention and community reverence. To achieve equal opportunities in the advancement of society. In addition to the most important practical goal we seek to achieve, which is to educate parents and educate them about strong socialization methods, from the traditional methods used and their negative impact on young women, and sensitize them to the importance of the topic in building and raising children. We have followed in order to achieve the field study that acknowledges whether or not hypotheses are fulfilled, and in statistical terms. On a set of steps, the most important of which is the choice of the place of study specified in the name of Osteli Emersuqen in the municipality of Siriana. Where was a sample equal to 131 households out of a total of 262 households. The descriptive approach was applied in the study, with a set of tools used in data collection. It was a note, an interview, a form, documents and records. The study reached a set of approved and confirmed results by achieving the assumptions presented, where the results confirmed that the majority of members of the rural community tend to use traditional methods in the process of socialization, justifying that they are the methods applied in their upbringing and their results have resulted in them and their children of the generation with good and strong individuals who are able to confront Difficult life. The use of these methods was represented in the use of the method of cruelty and bullying at a higher level than all the methods. In addition to adopting the method of distinction, especially between males and females, they are preferred to males because they are the symbol of strength and the protection of the land and the breadwinner and breadwinner for the family in later stages And the use of the method of oscillation in the treatment of the child according to the mood of the parents on that day and its difference between the mother who often adopts pampering and excessive care, and the father who follows the method of cruelty and bullying, and this results confirm the use of the method of cruelty accompanied by physical and psychological punishment and bullying, and the widespread use of the method of separation , And the lack of stability in the use of one method in breeding and thus the use of the method of fluctuation in treatment. This was confirmed by the results obtained from the analysis of data on the subject in most tables. The first hypothesis of the ability to use the method of cruelty and bullying, and the prevalence of its use in rural circles in an almost absolute and comprehensive manner for more than half of the representatives of the sample, was achieved. And not taking into account the psychological requirements in it. As a manifestation of sound rural social education, by considering that a polite and correct child is a child subject to the orders of his parents and older than him. The dispute is towards their orders and prohibitions. Thus, dominance is a prevalent social value that is widely used and widely circulated in the Algerian rural community. He must use this method to limit the creativity, freedom and independence of the child, and to express and highlight the individual characteristics of the individual that express his personality. The results of the tables confirmed that the second sub-hypothesis was achieved, which included the widespread use of the method of separating children in the process of socialization. Where the majority of rural community members tend to have male, but not female, factors of land service, descent, inheritance, etc. Most of them also adopt the method of distinguishing between children in the process of socialization, by biasing in the highest proportions towards mentioning the considerations of masculinity in Arab societies in general, and Algerian society in particular. The third sub-assumption has been achieved through the dependence of members of the rural community on the method of oscillation and diversification in the use of educational methods in the process of socialization. As the results of Table N (38) showed the mother’s negative reactions when the father punishes the child, which creates a conflict in the child’s knowledge whether he is right or wrong in his behavior, due to the difference in the reactions between the parents and their implications. And the results of Table N(40) clearly stipulated the difference in educational methods in the process of socialization between parents, which presents dire consequences for the child's development and safety of his behavior, since the difference in the practice of methods combines aggression, loss and deviation in his practices. Especially in encouraging the child to do something, and forbidding him again as shown in the results of Table n (41) prohibiting quarreling with brothers inside the house, and encouraging him to quarrel with neighbors shown in the results of Table N(42.) The results of Table n(43) have shown that the children of the respondents are distinguished by nervousness, violence, and permanent anxiety, as a result of the fluctuation experienced by the child, and the loss he experiences between the positive or negative behavior of his child, where the punishment differs between the parents on the same behavior, and the punishment differs in each party on the behavior of one by methods Different.