الإغتراب في الشعر الجزائري الحديث في العقدين الأخيرين من القرن العشرين

Abstract

الاغتراب ظاهرة إنسانیة عامة تتمثل في وعي الفرد بالصراع القائم بین ذاته والبیئة المحیطة به، والمحیطة له، وشعور الإنسان بعدم انتمائه وإحساسه بانفصاله عمن حوله وما یصاحب ذلك من تمزق ذاتي وقلق. وتأسیسا على ما سبق، نبع اهتمامنا بموضوعة الاغتراب في تجلیاتها وتشظیها في المنجز الشعري الجزائري عامة وخلال العقدین الأخیرین من القرن العشرین، حیث شكّلت هذه الفترة نقاط تحول في الجزائر على مختلف المستویات و التي تتضامن كلها لتعكس الواقع الأدبي الشعري الجزائري في هذه الفترة. وانتظمت هذه الدراسة في أربعة فصول؛ وكل فصل یحتوي على مباحث. إذ خصصنا الفصل الأول لإضاءة مفهوم الاغتراب ومظاهره وتجلیاته في الشعر العربي القدیم والحدیث، المبحث الأول عنى بالاغتراب لغة واصطلاحا من منظور التراث العربي الإسلامي والفكر الغربي من خلال إدراج الآراء والتصورات التي انطلق منها مجموعة من الفلاسفة والمفكرین العرب والغربیین في تعاطیهم مع هذا المفهوم. والمبحث الثاني تصدى بالحدیث عن تجلیات الاغتراب في الشعر العربي القدیم والحدیث من خلال نماذج شعریة شكّل الاغتراب عندها ظاهرة اجتماعیة و نفسیة و إبداعیة. أما الفصل الثاني الذي عنونته: سیرورة الشعر الجزائري الحدیث وإرهاصات وعوامل الاغتراب، فقد قُسِم إلى مبحثین الأول منه تناول سیرورة الشعر الجزائري الحدیث عبر مراحله في الستینات والسبعینات والثمانینات والتسعینات وأهم الظواهر الإبداعیة المتعلقة بالشكل والمضمون، أما المبحث الأخر فتحدث عن إرهاصات وعوامل الاغتراب في الشعر الجزائري الحدیث، ولعل الهدف من إدراج هذا المبحث هو محاولة الوقوف عند العوامل الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة، وغیرها، التي ساهمت بشكل أو بآخر في تولید مشاعر الاغتراب لدى الشاعر الجزائري في هذه الفترة، إنها مشاعر سعیت إلى رصد بعض ملامحها في الفصلین الثالث والرابع. أما الفصل الثالث الذي حمل عنوان أنماط الاغتراب ومقاومته؛ فقد جاء في ثلاث مباحث، فكُرّس الأول لتتبع أنماط الاغتراب في الشعر الجزائري الحدیث، وتم حصرها في الاغتراب السیاسي وما لعبه من أهمیة كبیرة في تفاقم هذه الظاهرة،، الاغتراب الاجتماعي، حیث اغترب المجتمع نتیجة تدهور أوضاعه الاجتماعیة، وطغیان الآفات وانهیار القیم والمبادئ،، والثقافي الفكري الذي وضّح الفجوة والهوة بین المثقف ( الشاعر ) والسلطة والمجتمع، والاغتراب المكاني. أما المبحث الثاني فكان لرد فعل الشاعر الجزائري في مقاومته للاغتراب، فقد حاربه بالعودة إلى الطفولة والحلم واستحضار الماضي والأمجاد، والسخریة والمفارقة، والاختباء وراء القناع الصوفي، والتحدي والمقاومة. أما الثالث فهو محاولة للحدیث عن مرحلة ما بعد الوئام الوطني في الشعر الجزائري، بعنوان: التیار المضاد لمرحلة شعر الاغتراب أو رؤیة أمل و تفاؤل في الشعر الجزائري بعد مرحلة الاغتراب، أو بعد مرحلة الوئام، شعر محمد بن رقطان أنموذجا. وأما الفصل الرابع والأخیر فقد تم فیه رصد ملامح وأثر الاغتراب والتمرد في الشعر الجزائري الحدیث، وذلك من خلال الأداء الفني في شعر الاغتراب عبر ثلاث بنیات رئیسیة في العمل الفني: البنیة المعجمیة، البنیة الإیقاعیة للقصیدة الاغترابیة، بنیة الصورة في القصیدة الاغترابیة. وفي الأخیر، أنهیت البحث بخاتمة أوردنا فیها مجموع الخلاصات التي توصلنا إلیها.