Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document : http://dspace.univ-batna.dz/xmlui/handle/123456789/1082
Titre: مسار الرمز و تطوره في الشعر الجزائري الحديث (1962-2004)
Autre(s) titre(s): دراسة تحليلية فنية
Auteur(s): قري, مجيد
Mots-clés: الثورة
الشعر
الرمز
الرمز الأسطوري
الرمز التاريخي
الرمز الديني
الرمز الصوفي
رمز الطبيعة
الشعر الجزائري الحديث
الشعر الجزائري الحديث (1962-2004)
Date de publication: 2010
Editeur: UB1
Résumé: بدءا أرحب بالحضور الكريم وعلى رأسهم أعضاء لجنة المناقشة الذين تجشموا عناء قراءة هذا البحث المقدم للمناقشة ثم تحمل بعضهم وعثاء السفر لحضور هذه الجلسة. وتحية أخرى للوالد الفاضل الكريم الذي جاوز الثمانين ولما يمل أبدا سؤالي عن موعد هذا اليوم كأنه خائف من أجل أو هارب من قدر. ,إلى أمي وكافة أسرتي زوجة وأبناء وأخوة وأقارب وكذا كل من شرفنا بحضوره راجيا أن يحفظنا الله جميعا بحفظه ورعايته ويشرح صدورنا وييسر لنا أمورنا . أما عن البحث فقد كان موضوعه مسار الرمز وتطوره في الشعر الجزائري الحديث (1962-2004). وفكرة الرمز وما ارتبط بها من غموض وتأويلات وتجاوز للدلالة الاصطلاحية إلى دلالات رمزية جديدة تعتبر من الظواهر الفنية التي شغلت النقاد في العصر الحديث والمعاصر. ولقد اتجه رواد الحداثة الشعرية ثم بعدهم من تمذهب مذهبهم إلى معانقة الرموز المختلفة واتخاذها طاقية لأدبهم وملمحا من ملامح التجديد الذي حاولوا رفع مشعله. وفكرة الرمز هي نأي عن الكشف والتوضيح وإغراق في الإيحاء والتلميح. وكثيرا ما اتخذه الشعراء غطاء وأرادوا به خدمة وضعيات راهنة لكنهم سقطوا في الغموض وأثقلوا هوامش قصائدهم بالإحالات والشروح أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من العلاقة التي تربطهم بالمتلقين. الأدب الجزائري حاول مسايرة هذا المد الشعري والنهل من تجارب الشعراء الكبار والإستفادة من الثقافة التي تأتت لهم من خلال اتصالهم بالتجارب الغربية وتفاعلهم مع بناها وكثير من مضامينها لكن كثيرا منها لم ترق إلى مستوى التجارب الأدبية الرائدة التي أصبحت مثالا تقاس عليه إبداعاتنا التي طالما عانت التهميش والدونية وإلحاقها بكل ما هو مشرقي وهو ما استدعى بالضروة -التفكير في محاولة إنصافها بتناولها ونقدها نقدا بناء وإبراز الجماليات الموجودة فيها وكذا المثالب حتى يمكن المبدع الآتي من تأليفها. وحقل الرمز لما يصبح بعد حقلا مستباحا كونه لا يزال متسعا لجهود أكبرودراسات أعمق بإعتباره ملمحا فنيا لم تستوف كثير من جمالياته ولم تؤت حقها من العناية والبحث . وربما ذلك بعض ما دعاني لطرقه خاصة بعد ما تأتى لي من تعاظم اهتمام بهذا الملمح الفني وبالشعر الجزائري لما اكتشفته من جماليات كامنة تبحث فقط عمن يكتشف فنيتها والإلتفاف حولها، وكان ذلك خاصة مع بحثي في الماجيستير الذي خصصته للبحث في الرمز في شعر عز الدين ميهوبي. وهو ما فتح لي طموحا أكبر للاطلاع على كثير من المغاليق واستهوتني فكرة إفراد رسالة دكتوراه لإطالة البحث في الشعر الجزائري حتى لا يذهب بعض جهدي في انصافه سدى واخترت له حيزا ممتدا في المكان والزمان(1962-2004) مع علمي في البداية بأني سأتقاطع مع نصوص ما قبل الاستقلال ومثيلات لها تأتي بعد 2004 لأن منطلق إدراك ودراسة أي ظاهرة فنية لا يمكن قيامها قياسا رياضيا، بل تقديرها ومنهجة دراستها بتجديد مجال زمني ومكاني تقديري لها ثم الشروع في الدراسة وقد اخترت مصطلح الحديث دون التنصل من المعاصر، وربما الاختيار مرده إلى امتدادات الملمح الفني الذي اخترته في الزمن أولا ولأن المعاصر كما يشمله كثير من النقاد يشمل جيلا أدبيا، وما قد يكون اليوم معاصرا قد يغدو بعد حين حديثا لترجيح مصطلح الحديث على المعاصر دون نكران أني ملت أحيانا إلى توظيف المعاصر دون ترجيحه، وربما حسب لي ذلك الترجيح كما قد يحسب علي. رغم قناعتي المطلقة بتواءم المصطلح الذي أرودت مع كثير مما تناولت. أما عن المنهج المتبع في الدراسة فإن المنهج التأويلي قد فرض نفسه لأنه الأنسب والمعين للولوج لعالم كثير من المتون الشعرية الحديثة وقراءتها وإدراك أبعادها الدلالية خاصة مع توافر في بعض توظيفات الرمز الحديث من غموض وما صاحبه من توظيفات وتناصات أنتجت النص الإبداعي . وبنسبة أقل أستفادت الدراسة من مناهج أخرى، فمواجهة النصوص وقراءتها قراءة نصيبه فرض اتجاه للمنهج الوصفي التحليلي أحيانا. وأثر المنهج الأسلوبي نجده بارزا أحيانا خاصة عند تناول بعض البنى الإفرادية والتركيبية والوقوف على تحليلها، بالاعتماد على مستويات مختلفة من الدراسة محاولة للولوج إلى الّنص وفتح كثير من مغاليق الرمز. اعتماد البحث أيضا على المنهج الإحصائي كإجراء منهجي مساعد لبيان حضور بعض مستويات الرمز في المتن الشعري الجزائري بعمليات إحصائية بسيطة كان حاضرا، ولكن لم يكن الإحصاء غاية لذاته بل محاولة لقياس بعض الظواهر الفنية المرتبطة بالرمز وإحصاء حضورها وغاياتها الفنية ثم الحكم عليها بقراءة بعض النتائج واستقراء بعض تلك العمليات الإحصائية إذن فالمنهج منهح تكاملي، لم يتقيد فيه بمنهج واحد خلال العملية النقدية . طبيعة كل مرحلة من مراحل الدراسة فرضت الإستفادة من حسنات منهج دون آخر لما يكتنف الرمز من تحول وتعقيد وغموض وتأويلات وبيان تجلياته وجمالياته المختلفة والمتباينة. وقد قسمت البحث إلى خسمة فصول ومدخل تمهيدي مسبوق بمقدمة تحدثت في التمهيدعن الرمز وعلاقته بالشعر. الفصل الأول كان عن وجهة الشعر الجزائري الحديث وملامحه الفنية العامة، تتبعت فيه بعض مسيرة الشعر الجزائري، وقد كان الهدف من الفصل بيان الأجواء العامة التي ولد فيها الرمز. في الفصل الثاني الذي قد يبدو نظريا رغم أني لم أبخل فيه بالشواهد حاولت إبراز أهم مصادر ثقافة الرمز في الشعر الجزائري الحديث، وكيف ساهمت جميعها في بلورة الاتجاه لتوظيف الرمز، وكيف كان لكل رافد البصمة في تلك الاستعمالات ثم كيف كانت تلك المرجعيات الفكرية والفنية أدوات لإثراء التجارب الشعرية الجزائرية. انتقالي للفصل الثالث كان بدءا محطات لبيان بعض التقسيمات الكثيرة لأنماط الرموز وتصنيفاتها وبعض أسس التقسيمات وما يبررها فكان الفصل موسوما ب " توظيف الرموز التراثية في الشعر الجزائري الحديث بدأته كما بدأت كل فصل بالتوطئة ثم توزيع الرموز التراثية بين الأسطوري والتاريخي والديني والصوفي ثم خرجت بعض التفريعات عن هاته الرموز وانضوت تحتها . مواصلة لتوظيفات الرموز الفنية خصصت فصلا رابعا لرموز الطبيعة عنونته ب (توظيف رموز الطبيعة في الشعر الجزائري الحديث) أبرزت فيه سبب الاتجاه للطبيعة وكيف وظفها الشاعر الجزائري واستعان بها وامتزج بها وخلع عليها بعض أحاسيسه ثم حاول إعادة بنائها على الورق، وبقي الشاعر من خلالها يحلم في هندسة بعض الأشغال والألوان في الطبيعة وحاول أن يستشعر بعض ما تحمله من تناقضات و سحر أكمل به بعض تضاريس ذاته. ختام البحث كان فصلا خامسا انضوى تحت عنوان "ملامح تطور توظيف الرمز وجمالياته في الشعر الجزائر الحديث. وفيه تتبعت مسار ومنحى التوظيف الرمزي في المتن الشعري الجزائري الحديث وقد كان الفصل غنيا إلى جانب الفصول السابقة بالنماذج الشعرية التي عنت بتحليل البنيات الفنية والوظائف الدلالية في إيحاء وجمالية. خاتمة البحث ضمت بعض ما تم التوصل إليه من ملاحظات ونتائج البحث وأحصت الدراسة ما يقارب مائة ديوان وعشرات القصائد المنفردة الموزعة على الدواوين المخطوطة والمجلات والدوريات. مع تسجيل الاستفادة من عديد الدراسات التي خدمت فكرة البحث، وتبقى كتب أحمد فتوح أحمد عن الرمز والرمزية وكثير من كتب صلاح فضل وأدونيس وخالدة سعيد وكتب مصطفى ناصف عن الصورة وحديثه عن الرمز، ودراسات عز الدين إسماعيل وبشرى البستاني وفوزي عيسى وجودت نصر وغيرها من الدراسات في الأدب الجزائري ككتب عبد الله حمادي وعبد الله ركيبي وعبد المالك مرتاض وآمنة بلعلا وكتب كثيرة أخرى. تبقى كل هذه الدراسات وغيرها مراجع مهمة مهدت لي الطريق للانفتاح أكثر على كثير من التجارب الإبداعية والتعرف أكثر على أبعاد الرمز وتوظيفاته الجمالية. وربما لم تتح لي الدراسة إنصاف كثير من الإبداعات او الوصول إلى الكثير من الأسماء والأعمال الشعرية ، وهذا تقصير يحسب على البحث والباحث معا، ولكن عسى أن يكون ما جمعناه من متون شعرية وشرف المقصد والصدق في التعاطي مع المتون الشعرية الكثيرة المتناولة ومحاولة إنصافها سيكون خير العزاء والشفيع عن كل تقصير. وبعد إقامتي الطويلة مع المتون الشعرية الجزائرية ومساءلة كثير من مضامينها ومحاولة استكشاف كثير من جمالياتها، ومن خلال هذه المعايشة أمكنني الخروج بجملة من النتائج ألخصها في النقاط الآتية: توظيفات الرمز في الشعر الجزائري تباينت من مرحلة لأخرى وتراوحت بين الاستعمال البسيط للرمز، ثم الارتقاء بالتوظيفات الفنية التي أستثمر فيها الشعراء الطاقات الإيحائية للرمز وعبروا بها عن أفكارهم ومشاعرهم. تعددت ثقافة الرمز في الشعر الجزائري وتآزرت مرجعياته الفكرية والفنية لتثبت استفادة الشعر الجزائري وانفتاحه على الرصيد الرمزي المحلي والعالمي الضخم، وكيف تفنن المبدعون في توظيفاتهم له إما بالمقاربة أو المجاورة أو حتى التجاوز للفن أحيانا، دون مفاضلة بين مجموع الروافد الثقافية الآنفة. توظيف المتن الشعري الجزائري للأسطورة والتاريخ تراوح بين الذكر ودمج الذات مع الحدث أو الشخصية التاريخية وعادتا ما يلجا في هذه التوظيفات لاستحضار جزئيات توحي بالرمز الأول ، ثم يضيف له إيحاءات رمزية جديدة يخرج بها الرمز القديم عن بعض دلالاته دون الخروج المطلق عن الدلالة الأولى الأم . اتكأت بعض التجارب الشعرية على اجترار بعض مضمون الرمز الأول في شكل اكتفاء ببعض الإشارات الموجزة ، وبعض الوسائط الدلالية التي تحيل للرمز الأول دون محاولة الارتقاء بتلك التوظيفات إلى منازل عليا لتوظيف الفني للرمز. مكاني وحاولوا بها خدمة واقع مفرد بطريقة فنية ، والخروج بالرمز إلى آفاق وحقول دلالية جديدة. سخرت بعض المتون الشعرية عدم الاكتفاء بالإسقاط المباشر للنص الغائب دون تجاوزه، وحاولت تجاوزه لزيادة معنى أو معاني تتجاوز الاجترار إلى الامتصاص والتحوير. كثف المتن الشعري الجزائري أيضا من توظيف الأسطورة، وكثيرا ما تعاملت معها بعض الإبداعات تعاملا سطحيا باهتا، لم يلامس عمقها وجوهر كينونتها. وقعت بعض التجارب الرمزية التي عكفت على توظيف الرمز الأسطوري إما في إغراق النص في الغموض وإثقال كاهل المتلقي برموز بعيدة عن بيئته، ولا تستوعبها ثقافته. وإما بإثقال هوامش بعض النصوص بالشروح والإحالات التي أضرت بفنية الشعر الذي يحبذ التلميح دون التصريح. لجأ بعض الشعراء لاستعمال بعض الرموز كقناع فني حاول فيه الابتعاد عن بعض حدود الغنائية والرومانسية أملا في تعرية الواقع ونقده والسخرية منه، وهو مطمح مشروع في عرف الفن إذا أجيد استغلال الأداة الفنية لتحقيق غايات نفعية. لجأ بعض الشعراء للالتفاف حول بعض الرموز، وآخرون كثفوا من استخدام كثير من الرموز في متن واحد. وكثيرا ما كان ذلك عبئا على النصوص خاصة إذا اتجه بالرمز إلى اللغة الخطابية التقريرية ، وأغرقه في منطق لغة السرد. حاولت بعض التجارب الصوفية الحديث عن حالة الغربة التي أصبح يعيشها الإنسان الراهن، وحاولوا الدمج بين العوالم الملموسة المشاهدة الظاهرة والعوالم الباطنية الروحية في شكل استحضار للتجارب الروحية، وشوق الروح إلى معاني روحية. حاول فيها ذووها توظيف قاموس لغوي مستقى من التجارب الصوفية الماضية الممعنة في التصوف، فكانت قصائدهم أشبه ما تكون برحلات وجدانية، حاولوا فيها تغذية أشعارهم بالتجارب السالفة وتكثيف تجاربهم أملا في إعطائها إيحاءات ودلالات جديدة ، ولكن لم تستطع الكلمات والسياقات الصوفية أن تنوب عن التجارب الصوفية المستغرقة التي تمتاز بالحلول والاستغراق والاتحاد في الشيء حتى يصبح جزءا منه ليطل من خلاله إلى ما حوله. والمواقف ، وحاولوا بها ربط الناس بالحياة الجديدة ، فكانت رموز المدينة حاضرة حاكوا بها مدن الشعر الحلمية بفنية نأوا بها عن ذكر الأبعاد الهندسية الحسية المعروفة، وجعلوها وجنباتها معادلا لتضاريس النفس وصخب الواقع. احتلّ "العدد" مساحة في الشعر الجزائري المعاصر، وكثير ما وظفه الشعراء للتعبير والإيحاء والبلوغ به أحيانا درجة الرمز، رغم قلة الدراسات والمراجع التي تناولت ذلك، وادعي لهذه الجزئية من البحث أن تكون فاتحة للتوسع أكثر في دراسة العدد الذي يمكن أن يتجاوز مجال العد والإحصاء إلى دلالات رمزية دالة على المبالغة والتضعيف وإيحاءات رمزية متعددة يكتسب العدد بها بعض رمزيته ، وتكسب بعض رمزية وسحر بعض الأعداد المعنى معاني وإيحاءات رمزية جديدة. ويبقى موضوع البحث حيزا متسعا لا يضيق لآراء أخرى ، والخاتمة لا تعني أبدا نهاية لفكرة البحث. وعسى الدراسة أن تكون قد أجابت عن بعض الأسئلة المرتبطة بالعنوان المقترح، وأن تكون قد أنصفت بعض المتن الشعري الجزائري المفترى عليه، وأثبتت للإبداعات الجزائرية بعض الخصوصية التي تميزها عن مثيلاتها في بيئات أخرى. ولكل أمر إذا ما تم نقصان ولا شيء نهائي في الفن. وآخرا وبعد حمد الله أقول أنه إذا كان لأثبت فضلا لأحد فالفضل سيكون لكل من جدد جذوة البحث في نفسي كلما وجد الملل طريقا له إلى نفسي، ولكل من أضاء لي قنديلا أضاء لي به دروب البحث ورغبني فيه. دون نسيان تأكيد الفضل للأستاذ الدكتور كمال عجالي الذي رعى الفكرة وتبناها حتى رأى هذا الجهد النور. وما ستقدمه اللجنة من ملاحظات وانتقادات ستكون لي ولغيري خير معين في أبحاثنا القادمة. والله المستعان
URI/URL: http://dspace.univ-batna.dz/xmlui/handle/123456789/1082
Collection(s) :Langue, littèrature arabes et des arts

Fichier(s) constituant ce document :
Fichier Description TailleFormat 
le مجيد قري.PDFfichier PDF1,97 MBAdobe PDFVoir/Ouvrir


Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.